فدخل يعقوب على المهدي فقال : يا أمير المؤمنين ، إن هذا الأعمى الملحد الزنديق قد هجاك ! قال : بأي شئ ؟ قال : بما لا ينطق به لساني ولا يتوهمه فكري ! فقال : بحياتي أنشدني إياه ، فقال : والله لو خبرتني بين إنشادي إياه وضرب عنقي لاخترت ضرب عنقي ! فحلف عليه المهدي بالأيمان التي لا فسحة له فيها ، فقال : أما لفظاً فلا ، ولكنني أكتب ذلك فكتبه ودفعه ! فكاد ينشق غيظاً ! وعمل على الإنحدار إلى البصرة لينظر في أمرها وما في فكره غير بشار ، فانحدر فلما بلغ إلى البطيحة .. فإذا بشار ... فأمر بضربه بالسوط فضربه بين يديه على صدر الحراقة سبعين سوطاً أتلفه فيها ... فألقي في سفينة حتى مات ، ثم رمى به في البطيحة فجاء بعض أهله فحملوه إلى البصرة » . والطبري : ٦ / ٤٠١ ، وطبعة : ٤ / ٤٨٥ ، و٥٩٠ ، والكامل : ٦ / ٨٦ ، والأغاني : ٣ / ٢٤١ ، وفيات الأعيان : ١ / ٢٧٣ ، وبدائع البداية / ١٥ .
٣ ـ ثورة الحسين بن علي صاحب فخ على موسى الهادي
كان عهد المهدي العباسي على سوئه ، فسحةً للإمام الكاظم عليهالسلام وشيعته ، أما عهد ابنه موسى الهادي فكان على قصره ، شراً على الأمة وخاصة أهل البيت عليهمالسلام وشيعتهم لأنه نفذ سياسة جده المنصور في إبادة أبناء علي وفاطمة عليهمالسلام !
وقد قرر العلويون مواجهة هذه السياسة ، فكانت ثورة الحسين بن علي في منطقة فخ ، وهو مكان في مكة يعرف بوادي الزاهرية . ( معجم البلدان : ٤ / ٢٣٧ ) .
وفي مقاتل الطالبيين /
٢٩٤ : « كان سبب خروج الحسين بن علي بن
الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، أن موسى الهادي ولَّى المدينة إسحاق بن عيسى بن