« فحبسه عنده سنة ثم كتب إليه الرشيد في دمه فاستعفى عيسى منه ، فوجه الرشيد من تسلمه منه ، وصيره إلى بغداد وسُلِّمَ إلى الفضل بن الربيع ، وبقي عنده مدة طويلة ، ثم أراده الرشيد على شئ من أمره فأبى ! فأمر بتسليمه إلى الفضل بن يحيى فجعله في بعض دوره ووضع عليه الرصد ، فكان عليهالسلام مشغولاً بالعبادة يُحيي الليل كله صلاة وقراءةً للقرآن ، ويصوم النهار في أكثر الأيام ولا يصرف وجهه عن المحراب ، فوسع عليه الفضل بن يحيى وأكرمه ، فبلغ ذلك الرشيد وهو بالرقة فكتب إليه يأمره بقتله فتوقف عن ذلك ! فاغتاظ الرشيد لذلك وتغير عليه » . ( إعلام الورى : ٢ / ٣٣ ، ومقاتل الطالبيين / ٣٣٤ ) .
« وكان تولى حبسه عيسى بن جعفر ، ثم الفضل بن الربيع ، ثم الفضل بن يحيى البرمكي ، ثم السندي بن شاهك ، وسقاه سماً في رطب أو طعام آخر ، ولبث ثلاثاً بعده موعوكاً ، ثم مات في اليوم الثالث ، وكانت وفاته في مسجد هارون الرشيد وهو المعروف بمسجد المسيب ، وهو في الجانب الغربي من باب الكوفة ، لأنه نقل إليه من دار تعرف بدار عمرويه » . ( مناقب آل أبي طالب : ٣ / ٤٣٨ ) .
٢ ـ لماذا لم يعاقب هارون عيسى بن جعفر والفضل بن الربيع ؟
فقد رفض عيسى والي البصرة قتل الإمام الكاظم عليهالسلام لأنه « تحرج من حبسه » ! وطلب من هارون نقله من عنده وإلا أطلقه ! فقبل هارون ولم يغضب عليه !
وكذلك فعل حاجبه الفضل بن الربيع ، فنقله هارون من عنده ولم يغضب عليه !