خطبته ، واستمرت هذه البدعة إلى هذا الزمان » ! انتهى .
فالهدف الأهم عنده أن يواجه ثورات العلويين ، لذلك رأى أن يعيد الإعتبار لأبي بكر وعمر ، حتى لو ناقض بذلك نفسه ونقض مذهب بني العباس ! فقوله : لأرغمن أنفي وأنوف بني علي ، معناه : عليَّ وعلى أعدائي يا رب ! فأصدر أمره الى خطباء الجمعة في أنحاء الدولة بأن يترضوا على أبي بكر وعمر ، وأمر الفقهاء أن يفتوا به : « قال مالك : قال لي المنصور : من أفضل الناس بعد رسول الله ؟ فقلت : أبو بكر وعمر . فقال : أصبت ! وذلك رأي أمير المؤمنين » . ( النهاية لابن كثير : ١٠ / ١٣٠ ) .
وقد بحثنا مرسومه في الترضي عن الشيخين في كتاب : كيف رد الشيعة غزو المغول .
الخامس : تعظيم جده العباس وحصر الخلافة بأولاده
فقد وضع المنصور وأولاده أحاديث في مناقب العباس وأنه الوارث الوحيد للنبي صلىاللهعليهوآله لأنه عمه ، وأنه أولى به من ابن عمه علي عليهالسلام وولديه الحسن والحسين عليهماالسلام ، وبعد العباس يأتي مقام أبي بكر وعمر ، رغم أنهم أخذا الخلافة وهي حقٌّ للعباس وأولاده ! لكن رضي الله عنهما ، فهما خير من علي وأبناء علي !
ثم زعم المنصور أنه رأى النبي صلىاللهعليهوآله في منامه فعقد له لواءً وأوصاه بأمته « وعممه بعمامة من٢٣ دوراً ، وقال له : خذها إليك أبا الخلفاء إلى يوم القيامة » !
قال « ينبغي لكم أن تثبتوها في ألواح الذهب وتعلقوها في أعناق الصبيان » ! ( تاريخ بغداد : ١ / ٨٥ ، وتاريخ دمشق : ٣٢ / ٣٠١ ، وابن كثير : ١٠ / ١٢٩ ، وحكم بصحة المنام ) !
وكان المنصور وأولاده لا يقبلون أن يقال
إن جدهم العباس قال لعلي عند وفاة