وضيق عليه ، ثم بعث الرشيد بسم في رطب وأمره أن يقدمه إليه ، ويحتم عليه في تناوله منه ، ففعل فمات صلوات الله عليه » !
أقول : تدل هذه الرواية على خوف هارون من ردة فعل الشيعة ، واحتمال أن يحاولوا تخليص الإمام عليهالسلام من يده ، ولذلك موَّه مكانه وأخفى مقصد إرساله .
كما تدل الرواية على فساد الجهاز الإداري العباسي ، ومنه بلاط حاكم البصرة ، وهو حفيد المنصور الدوانيقي .
كما تدل على أن بقاء الإمام عليهالسلام في سجن البصرة كان أياماً ، لكن ورد أنه بقي فيها سنة ، ففي غيبة الطوسي / ٢٣ : « فحبسه عنده سنة ، ثم كتب إلى الرشيد أن خذه مني وسلمه إلى من شئت وإلا خليت سبيله ، فقد اجتهدت بأن أجد عليه حجة فلم أقدر على ذلك حتى أني لأتسمع عليه إذا دعا لعله يدعو علي أو عليك فما أسمعه يدعو إلا لنفسه يسأل الرحمة والمغفرة . فوجه من تسلمه منه » !
ويحتمل أن يكون هارون قد حبسه في البصرة أكثر من مرة ، فقد كان مرتبكاً في أمر الإمام عليهالسلام لما رأى من آياته ! فقد حبسه مرات وأطلقه وأبقاه في بغداد ، ثم قتله بالسم ! وهذا يشبه ارتباك جده المنصور عندما كان يستدعي الإمام الصادق عليهالسلام ويحاول قتله !
٧ ـ فرض عليه هارون الإقامة الجبرية في بغداد
استمر سجن الإمام والإقامة الجبرية في هذه المرة أربع سنوات ، ففي الكافي : ١ / ٣٨١ : « عن مسافر قال : أمر أبو إبراهيم عليهالسلام حين أخرج به ، أبا الحسن عليهالسلام أن ينام على بابه في كل ليلة أبداً ما كان حياً إلى أن يأتيه خبره !