الفصل الخامس عشر
الإمام الكاظم عليهالسلام وعلماء النصارى
١ ـ إسلام الراهب بُرَيْهَة على يده عليهالسلام
روى في الكافي : ١ / ٢٢٧ ، وبصائر الدرجات / ١٥٦ والصدوق في كتابه التوحيد / ٢٧٠ ، بسنده : « عن هشام بن الحكم ، عن جاثليق من جثالقة النصارى يقال له بريهة ، قد مكث جاثليق النصرانية سبعين سنة وكان يطلب الإسلام ، ويطلب من يحتج عليه ممن يقرأ كتبه ويعرف المسيح بصفاته ودلائله وآياته ، قال : وعرف بذلك حتى اشتهر في النصارى والمسلمين واليهود والمجوس ، حتى افتخرت به النصارى وقالت : لو لم يكن في دين النصرانية إلا بريهة لأجزأنا ، وكان طالباً للحق والإسلام مع ذلك وكانت معه امرأة تخدمه طال مكثها معه ، وكان يسر إليها ضعف النصرانية وضعف حجتها قال : فعرفت ذلك منه فضرب بريهة الأمر ظهراً لبطن وأقبل يسأل فرق المسلمين والمختلفين في الإسلام من أعلمكم ؟
وأقبل يسأل عن أئمة المسلمين وعن
صلحائهم وعلمائهم ، وأهل الحجى منهم وكان يستقرئ فرقة فرقة لا يجد عند القوم شيئاً ، وقال : لو كانت أئمتكم أئمة على الحق لكان عندكم بعض الحق ، فوصفت له الشيعة ووصف له هشام بن الحكم ، فقال يونس بن عبد الرحمن : فقال لي هشام : بينما أنا على دكاني على باب الكرخ جالس ، وعندي قوم يقرؤون عليَّ القرآن ، فإذا أنا بفوج النصارى معه ما