وأقبل على أبي حنيفة فقال : يا نعمان حدثني أبي عن جدي أن رسول الله (ص) قال : أول من قاس أمر الدين برأيه إبليس قال الله تعالى له : أسجد لآدم ، فقال : أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ . فمن قاس الدين برأيه قرنه الله تعالى يوم القيامة بإبليس ، لأنه اتبعه بالقياس !
ثم قال جعفر : أيهما أعظم قتل النفس أو الزنا ؟ قال قتل النفس . قال : فإن الله عز وجل قبل في قتل النفس شاهدين ولم يقبل في الزنا إلا أربعة ! ثم قال : أيهما أعظم الصلاة أم الصوم ؟ قال : الصلاة ، قال : فما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة فكيف ويحك يقوم لك قياسك ! إتق الله ولا تقس الدين برأيك » .
الثاني : إبادة العلويين حتى أطفالهم !
اتخذ المنصور قراراً بإبادة العلويين جميعاً حتى لو لم يقوموا بعمل ضد حكمه !
قال المفيد رحمهالله في الإرشاد : ١ / ٣١١ : « ومن آيات الله تعالى فيه ( أمير المؤمنين عليهالسلام ) أنه لم يُمْنَ أحد في ولده وذريته بما مني عليهالسلام في ذريته ، وذلك أنه لم يعرف خوف شمل جماعة من ولد نبي ولا إمام ولا ملك زمان ولا بر ولا فاجر ، كالخوف الذي شمل ذرية أمير المؤمنين عليهالسلام ، ولا لحق أحداً من القتل والطرد عن الديار والأوطان والإخافة والإرهاب ما لحق ذرية أمير المؤمنين عليهالسلام وولده !
ولم يجر على طائفة من الناس من ضروب
النكال ما جرى عليهم من ذلك ، فقتلوا بالفتك والغيلة والإحتيال ، وبني على كثير منهم وهم أحياء البنيان ، وعذبوا بالجوع والعطش حتى ذهبت أنفسهم على الهلاك ، وأحوجهم ذلك إلى