الفصل العاشر
تصورات هارون لخطر الإمام الكاظم عليهالسلام
١ ـ الخطر الأكبر برأي هارون على ملكه !
كان هارون يحكم أكبر دولة وأقوى دولة في عصره ، فقد شملت الدولة الإسلامية يومها بلاد المشرق ، من حدود الصين وروسيا الى العراق والجزيرة واليمن وإفريقيا ، والى سوريا وفلسطين ومصر وبلاد المغرب .
ولم تخرج عنها إلا تركيا التي كانت دولة روما الشرقية ، وعاصمتها القسطنطينية التي سميت بعد ذلك إستانبول .
وكانت الدول المعاصرة لها : مملكة الروم الشرقية ، وممالك الروم الغربية ، ومملكة الهند ، والصين ، وروسيا ، وممالك متفرقة في مناطق من العالم ، ولكن أياً منها لم تكن بقوة الدولة الإسلامية ، ولا بتنوعها وسعتها .
ولم يزر هارون عواصم مناطق مملكته ، بل اقتصر على بغداد والبصرة في العراق والرقة في سوريا ، ومكة والمدينة في الحجاز ، والري وطوس في إيران .
وكان يقول كما روى عنه عمر بن عباد
المهلبي : « الدنيا أربعة منازل ، قد نزلت ثلاثة منها : أحدها الرقة والآخر دمشق والآخر الري في وسطه نهر وعن جنبتيه أشجار ملتفة متصلة وفيما بينها سوق . قال : والمنزل الرابع سمرقند ، وهو الذي