وملخص الخبر الثاني : أن المنصور وجه إلى سبعين رجلاً من أهل بابل ، فدعاهم وقال : إنكم ورثتم السحر من آبائكم من أيام موسى بن عمران ، وإنكم لتفرقون بين المرء وزوجه ، وأن أبا عبد الله جعفر بن محمد كاهن ساحر مثلكم ، فاعملوا شيئاً من السحر فإنكم إن أبهتموه أعطيتكم الجائزة العظيمة ! فقاموا إلى المجلس الذي فيه المنصور فصوروا سبعين صورة من السباع ، وجلس كل واحد منهم جنب صاحبه ، وجلس المنصور على سرير ملكه ووضع التاج على رأسه وقال لحاجبه إبعث إلى أبي عبد الله وأحضره الساعة ، قال : فلما أحضره دخل عليه ، فلما نظر إلى ما قد استعد له غضب عليهالسلام فقال : يا ويلكم أتعرفوني ، أنا حجة الله الذي أبطل سحر آبائكم في أيام موسى بن عمران ، ثم نادى برفيع صوته : أيتها الصور الممثلة ، ليأخذ كل واحد منكم صاحبه بإذن الله تعالى ، فوثب كل سبع إلى صاحبه وافترسه وابتلعه في مكانه ، ووقع المنصور مغشياً عليه من سريره ! فلما أفاق قال : الله الله يا أبا عبد الله ، أقلني ، فإني تبت توبة لا أعود إلى مثلها أبداً ! فقال عليهالسلام : قد عفوتك . ثم قال : يا سيدي قل السباع أن تردهم إلى ما كانوا ، فقال : هيهات هيهات ، إن أعادت عصى موسى سحرة فرعون فستعيد هذه السباع هذه السحرة . ( مدينة المعاجز / ٣٦٢ حديث : ٢٣ ) . انتهى .
« وفي رواية أن الرشيد أمر حميد بن مهران الحاجب بالإستخفاف به عليهالسلام فقال له إن القوم قد افتتنوا بك بلا حجة ، فأريد أن يأكلني هذان الأسدان المصوران على هذا المسند ! فأشار عليهالسلام إليهما وقال : خذا عدو الله ، فأخذاه وأكلاه ! ثم قالا : وما الأمر ، أنأخذ الرشيد ؟ قال : لا ، عودا إلى مكانكما » ! ( مناقب آل أبي طالب : ٣ / ٤١٧ ) .
* *