٢ ـ نَقَّلَ المنصور العاصمة حتى استقر في بغداد
نقل المنصور عاصمته من الأنبار الى الحيرة ، ثم الى الهاشميات قرب الكوفة ، ثم بنى بغداد وسكن فيها . قال في معجم البلدان : ١ / ٤٥٩ : « فأنفق المنصور على عمارة بغداد ثمانية عشر ألف ألف دينار .. وذاك أن الأستاذ من الصناع كان يعمل في كل يوم بقيراط إلى خمس حبات ، والروزجاري ( العامل ) بحبتين إلى ثلاث حبات ، وكان الكبش بدرهم ، والحمل بأربعة دوانيق ، والتمر ستون رطلاً بدرهم ... وكان بين كل باب من أبواب المدينة والباب الآخر ميل ، وفي كل ساف من أسواف البناء مائة ألف لبنة واثنان وستون ألف لبنة من اللبن الجعفري ...
وكان المنصور كما ذكرنا بنى مدينته مدورة وجعل داره وجامعها في وسطها ، وبنى القبة الخضراء فوق إيوان ، وكان علوها ثمانين ذراعاً ، وعلى رأس القبة صنم على صورة فارس في يده رمح ... وسقط رأس هذه القبة سنة ٣٢٩ ، وكان يوم مطر عظيم ورعد هائل ، وكانت هذه القبة تاج البلد وعلم بغداد ، ومأثرة من مآثر بني العباس ، وكان بين بنائها وسقوطها مائة ونيف وثمانون سنة ... وكان لا يدخل أحد من عمومة المنصور ولا غيرهم من شئ من الأبواب إلا راجلاً .. فقال له عمه عبد الصمد : يا أمير المؤمنين أنا شيخ كبير ، فلو أذنت لي أن أنزل داخل الأبواب فلم يأذن له .. ثم أقطع المنصور أصحابه القطائع فعمروها » .
وفي الطبري
: ٦ / ٢٣٧ ، و٢٩٧
: « وبعث إلى راهب في الصومعة فقال : هل عندك علم أن يبنى هاهنا مدينة ؟ فقال له : بلغني أن رجلاً يقال له مقلاص يبنيها ! قال أنا والله مقلاص » ! « فرآه راهب كان هناك وهو يقدِّر بناءها فقال : لا تتم ! فبلغه