٥ ـ السندي بن شاهك رئيس شرطة هارون
شكى المنصور لأحدهم ضعف حُجَّابه ، فقال له : « إستخدم قوماً وِقَاحاً ! قال : ومن هم ؟ قال : إشتر قوماً من اليمامة فإنهم يربون الملاقيط ( اللقطاء الذين لا آباء لهم ) !
فاشترى المنصور حاجبه الربيع ! والسندي بن شاهك من هذا النوع ، مع فرق بينهما أن الربيع شرطي سياسي يحتاج الى فهم اجتماعي ولباقة ولياقة ، بينما السندي شرطي عسكري يحتاج الى شدة في تنفيذ أوامر الخليفة بقسوة بدون رحمة حتى لو كانت على أقارب الخليفة وأولاده ووزرائه !
وهو لقيط عرف باسم أمه السندية شاهك : « وسبى ذراريهم ( السند ) فكان من ذلك السبي مهرويه وخَلَد ، وقرابتهما شاهك وكانت على مائدة شهريار ، وهي أم السندي بن شاهك ، وكان منهم الحرث بن بسخنز ، وجميع هؤلاء الموالي الرازيين » . ( طبقات الأطباء / ٢٢١ ، ونهاية الأرب / ٦٢٣ ) .
وقد عرف بنسبته الى أمه وليس الى أب ! ورباه المنصور تربية عباسية غليظة فكان السندي يتعجب من تفضيل المأمون علياً عليهالسلام على العباس ، فقال للفضل بن الربيع : «ما ظننت أني أعيش حتى أسمع عباسياً يقول هذا ! فقال الفضل له : تعجب من هذا ، هذا والله كان قول أبيه قبله» ! ( كتاب بغداد لطيفور / ١٧ ) .
وفي تذكرة ابن حمدون : ٢ / ٣٦٤ : أن السندي « أحضر رجلاً ادعيَ عليه الرفض فقال له : ما تقول في أبي بكر ؟ فأثنى عليه ، قال : فعمر ؟ قال : لا أحبه ، فاخترط السندي سيفه وقال : لمَ ويلك ؟ قال : لأنه جعل الشورى في ستة من المهاجرين وأخرج العباس منهم ، فشامَ سيفه ورضي عنه » !