الفصل الثامن
وزراء هارون فيهم أبرار !
١ ـ البرامكة زنادقة ونواصب !
البرمك : لقب السادن الأكبر لمعبد نوبهار ، وهو معبد للفرس يجمع بين الوثنية والمجوسية ، ويقع في بلخ من أفغانستان . قال الحموي في معجم البلدان : ٥ / ٣٠٧ : « نُوْبَهَار : بالضم ثم السكون ، وكانت الفرس تعظمه وتحج إليه ، وكانوا يسمون السادن الأكبر برمك .. وكانت سُنَّتُهم إذا هم وافوه أن يسجدوا للصنم الأكبر ، ويقبلوا يد برمك .. كان برمك يُعمر النوبهار ويقوم به ، وهو اسم لبيت النار الذي كان ببلخ يعظم قدره بذلك ، فصار ابنه خالد بن برمك بعده » .
وروى الطبري ( ٥ / ٢١٥ ) أن قتيبة بن مسلم فتح بلخ وسبى امرأة مرجعهم برمك بن جاماس بن يشتاسف ، وأعطاها لأخيه المجذوم عبد الله فحملت منه ، ثم اتفق مع أهل بلخ على رد الأسرى : « فقالت امرأة برمك لعبد الله بن مسلم يا نازي إني قد علقت منك . وحضرت عبد الله بن مسلم الوفاة ، فأوصى أن يلحق به ما في بطنها وردت إلى برمك ، فذكر أن ولد عبد الله بن مسلم جاؤوا أيام المهدي حين قدم الري إلى خالد فادعوه ، فقال لهم مسلم بن قتيبة : إنه لا بد لكم إن استلحقتموه أن تزوجوه ، فتركوه وأعرضوا عن دعواهم » !