جعفر فأخذ بردائه حتى ركب ، ثم سوى ثيابه على السرج ومضى محمد ! فقلت وكنت حينئذ أعرفه ولا أعرف محمدا : من هذا الذي أعظمته هذا الإعظام حتى أخذت بركابه ، وسويت عليه ثيابه ؟ قال : أوَما تعرفه ؟ قلت : لا . قال : هذا محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ، مهدينا أهل البيت » . ( مقاتل الطالبيين / ١٦١ ) .
كما خطب عمه داود بن علي في مراسم بيعة السفاح ، فقال : « وإنه والله أيها الناس ما وقف هذا الموقف بعد رسول الله أحد أولى به من علي بن أبي طالب ، وهذا القائم خلفي ، فاقبلوا عباد الله ما آتاكم بشكر » . ( تاريخ اليعقوبي : ٢ / ٣٥٠ ) .
كما كان العديد من وزراء المنصور وأنصاره شيعة ، وقد أقطعهم إقطاعات في بغداد ، كآل يقطين وآل نوبخت .
٦ ـ المنصور مهندس الخلافة ومهندس المذاهب !
بعد عشر سنوات من خلافته ، كان المنصور مشغولاً ببناء بغداد ، فواجه ثورة الحسنيين الخطيرة ، فانشغل بها عن كل شئ ، حيث أيد الحسنيين كبار فقهاء الحجاز والعراق مثل مالك بن أنس وأبي حنيفة وسفيان الثوري ، وأفتوا بوجوب الثورة معهم على المنصور ! وسماه أبو حنيفة : « لص الخلافة » !
وسيطر الحسنيون على الحجاز والبصرة والأهواز وواسط ، وهزم جيشهم الكثيف جيش المنصور ووصل الى مشارف الكوفة ، وتهيأ المنصور للهرب لولا أن قائد الحسنيين إبراهيم بن عبد الله بن الحسن المثنى ، أصابه سهم طائش فقتله ، فاستعاد المنصور النصر عليهم !