الفضل : يا أمير المؤمنين أردت أن تعاقبه فخلعت عليه وأكرمته ! فقال لي : يا فضل إنك لما مضيت لتجيئني رأيت أقواماً قد أحدقوا بداري بأيديهم حراب قد غرسوها في أصل الدار يقولون : إن آذى ابن رسول الله خسفنا به ! وان أحسن إليه انصرفنا عنه وتركناه ! فتبعته عليهالسلام فقلت له : ما الذي قلت حتى كفيت أمر الرشيد ؟ فقال دعاء جدي علي بن أبي طالب ، كان إذا دعا به ما برز إلى عسكر إلا هزمه ولا إلى فارس إلا قهره ، وهو دعاء كفاية البلاء . قلت : وما هو ؟ قال قلت : بك أساور وبك أحاول وبك أجاور ، وبك أصول وبك أنتصر وبك أموت وبك أحيا ، أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . اللهم إنك خلقتني ورزقتني وسترتني عن العباد بلطف ما خولتني وأغنيتني ، وإذا هويت رددتني ، وإذا عثرت قومتني وإذا مرضت شفيتني ، وإذا دعوت أجبتني . يا سيدي إرض عني فقد أرضيتني » .
٩ ـ محاولات هارون الإستخفاف بالإمام عليهالسلام وإهانته
« قال علي بن يقطين قال : استدعى الرشيد
رجلاً يبطل به أمر أبي الحسن عليهالسلام
ويخجله في المجلس ، فانتدب له رجل مُعَزِّم ، فلما أحضرت المائدة عمل ناموساً ( سحراً )
على الخبز ، فكان كلما رام خادم أبي الحسن تناول رغيف من الخبز طار من بين يديه ! واستفز هارون الفرح والضحك لذلك ، فلم يلبث أبو الحسن أن رفع رأسه إلى أسد مصور على بعض الستور فقال له : يا أسد الله خذ عدو الله ! قال فوثبت تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع فافترس ذلك المعزم ! فخرَّ