فأتاه فقال : نعم ، نجد في كتبنا أن الذي يبنيها ملك يقال له مقلاص ! قال أبو جعفر : كانت والله أمي تلقبني في صغري مقلاصاً » ! ( تاريخ بغداد : ١ / ٨٧ ) .
وأصل المقلاص : الناقة السمينة ( الصحاح : ٣ / ١٠٥٣ ) وسمي به سارق مشهور كان يسرق النوق السِّمان ! ففي هامش النهاية لابن كثير : ١٠ / ١٠٨ : « مقلاص : إسم لص كانت تضرب به الأمثال ، وكان أبو جعفر المنصور صبياً سرق غزلاً لعجوز كانت تخدمه وباعه لينفق على أتراب له ، فلما علمت بفعلته سمته مقلاصاً ، وغلب عليه هذا اللقب » . وتاريخ الذهبي : ٩ / ٣٣ ، والنهاية : ١٠ / ١٠٨ .
وسماه أمير المؤمنين عليهالسلام بذلك في خطبته عن بني عباس ! قال عليهالسلام : « وتبنى مدينة يقال لها الزوراء بين دجلة ودجيل والفرات ، فلو رأيتموها مشيدة بالجص والآجر مزخرفة بالذهب والفضة واللازورد المستسقى والمرموم والرخام وأبواب العاج والأبنوس . . وتوالت ملوك بني الشيبصان ( أي الشيطان ) أربعة وعشرون ملكاً على عدد سني الملك ، فيهم السفاح والمقلاص والجموح والخدوع والمظفر والمؤنث والنطار والكبش والكيسر والمهتور والعيارالخ .» . ( كفاية الأثر / ٢١٣ ، والمناقب : ٢ / ١٠٨ ) .
٣ ـ ظلم بني العباس أشهر من كفر إبليس !
كان السفاح أول خلفاء بني العباس ليناً
أكثر من بقيتهم ! وكان شيعياً كبقية إخوته ، فقد خطب عمه داود بن علي في مراسم بيعته فقال : « أيها الناس ! الآن تقشعت حنادس الفتنة .. وأخذ القوس باريها ، ورجع الحق إلى نصابه في أهل