بيت نبيكم ، أهل الرأفة بكم والرحمة لكم والتعطف عليكم .. وإنه والله أيها الناس ما وقف هذا الموقف بعد رسول الله أحد أولى به من علي بن أبي طالب ، وهذا القائم خلفي ، فاقبلوا عباد الله ما آتاكم بشكر » . ( اليعقوبي : ٢ / ٣٥٠ ) .
وحكم السفاح أربع سنوات ومات دفعة ، وتولى بعده أخوه المنصور وكان أكبر منه بعشر سنوات ، ولا يبعد أنه سمه !
وحكم المنصور نحو ٢٣ سنة ، وأباد أعمامه وإخوته أو أخضعهم ، وحصر الخلافة في أولاده ، فلم يحكم بعده أحدٌ إلا من أولاده !
وظلم بني العباس أشهر من كفر إبليس ! فقد شكى أحد من ظلمهم فحكم عليه المنصور أن يدفن حياً ! قال سديف الشاعر :
« إنا لنأمل أن ترتد ألفتنا |
|
بعد التباعد والشحناء والإحن |
وتنقضي دولة أحكام قادتها |
|
فينا كأحكام قوم عابدي وثن |
فطالما قد بروا في الجور أعظمنا |
|
بري الصناع قداح النبع بالسفن |
فكتب المنصور إلى ( عمه حاكم المدينة ) عبد الصمد بن علي بأن يدفنه حياً ، ففعل » !
وقال أبو عطاء : يا ليت جور بني مروان دام لنا وليت عدل بني العباس في النار !
( حياة الإمام الرضا عليهالسلام للسيد جعفر مرتضى / ١٠٧ ، وشرح إحقاق الحق : ٣ / ٤٢١ ، عن العمدة لابن رشيق : ١ / ٥٨ ، طبع مصر ) .
وقال المنصور لأعرابي في الشام : « أحمد الله يا أعرابي الذي رفع عنكم الطاعون بولايتنا أهل البيت ! قال : إن الله تعالى لا يجمع علينا ولايتكم والطاعون ! فسكت ولم يزل يطلب له العلل حتى قتله ! ( تاريخ دمشق : ٣٢ / ٣١٩ ، والنهاية : ١٠ / ١٣١ ) .