٤ ـ الإمام الكاظم عليهالسلام يصارح هارون !
نقلت الرواية التالية ( عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ٢ / ٧٩ ، والإحتجاج : ٢ / ١٦١ ) مناظرة هارون للإمام الكاظم عليهالسلام عندما أحضره الى بغداد قبل أن يسجنه ، وقد تضمنت مصارحة الإمام عليهالسلام له وقرعه إياه بأقوى الحجج !
قال عليهالسلام : « لما أدخلتُ على هارون سلمت عليه فرد عليَّ السلام ثم قال : يا موسى بن جعفر خليفتان يجئ إليهما الخراج ؟!
فقلت : يا أمير المؤمنين أعيذك بالله أن تبوء بإثمي وإثمك ، فتقبل الباطل من أعدائنا علينا ، فقد علمت بأنه قد كذب علينا منذ قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلم ذلك عندك ! فإن رأيت بقرابتك من رسول الله صلىاللهعليهوآله أن تأذن لي أحدثك بحديث أخبرني به أبي عن آبائه عن جدي رسول الله صلىاللهعليهوآله ؟ فقال : قد أذنت لك ، فقلت : أخبرني أي عن آبائه عن جدي رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال : إن الرحم إذا مست تحركت واضطربت ، فناولني يدك جعلني الله فداك !
قال : أدن مني ، فدنوت منه فأخذ بيدي ثم جذبني إلى نفسه وعانقني طويلاً ، ثم تركني ، وقال : أجلس يا موسى ! فليس عليك بأس ، فنظرت إليه فإذا به قد دمعت عيناه فرجعت إلى نفسي ، فقال : صدقت وصدق جدك صلىاللهعليهوآله ، لقد تحرك دمي واضطربت عروقي حتى غلبت عليَّ الرقة وفاضت عيناي ، وأنا أريد أن أسألك عن أشياء تتلجلج في صدري منذ حين ، لم أسأل عنها أحداً ، فإن أنت أجبتني عنها خليت عنك ولم أقبل قول أحد فيك ، وقد بلغني أنك لم تكذب قط ، فأصدقني فيما أسألك ما في قلبي !