٣ ـ هارون يحضر مناظرات تلميذ الإمام الكاظم عليهالسلام !
كان هشام بن الحكم رحمهالله من تلاميذ الإمام الصادق ثم الإمام الكاظم عليهماالسلام ، ونبغ في المناظرة واشتهر في بغداد ، وكان علماء الأديان والمذاهب يحترمونه ويهابونه .
وقد حرص يحيى البرمكي رئيس وزراء هارون ، على عقد مجالس مناظرة في قصر الخلافة وأظهر أنه يتبنى هشام بن الحكم ، وكان يدعو علماء اليهود والنصارى والمجوس والدهريين الملحدين وأئمة المذاهب لمناظرته ، وطلب منه هارون أن يكون خلف الستار فيسمع مناظرتهم ! وكان هدفه أن يسمع من هشام عقيدته بإمامة الكاظم عليهالسلام !
روى الطوسي في رجاله : ٢
/ ٥٣٠ : « عن يونس بن عبد الرحمن قال : كان
يحيى بن خالد البرمكي قد وجد على هشام بن الحكم شيئاً من طعنه على الفلاسفة ، وأحب أن يغري به هارون ويُضريه على القتل ! قال : وكان هارون لما بلغه عن هشام مال إليه وذلك أن هشاماً تكلم يوماً بكلام عند يحيى بن خالد في إرث النبي صلىاللهعليهوآله
فنقل إلى هارون فأعجبه ، وقد كان قبل ذلك يحيى يشرف أمره عند هارون ويرده عن أشياء كان يعزم عليها من أذاه ، فكان ميل هارون إلى هشام أحد ما غير قلب يحيى على هشام فشيعه عنده ، وقال له : يا أمير المؤمنين إني قد استبطنت أمر هشام فإذا هو يزعم أن لله في أرضه إماماً غيرك مفروض الطاعة ، قال : سبحان الله ! قال : نعم ، ويزعم أنه لو أمره بالخروج لخرج ، وإنما كنا نرى أنه ممن يرى الإلباد بالأرض ! فقال هارون ليحيى : فاجمع عندك المتكلمين وأكون