السفير الرابع : أبو الحسن علي بن محمد السمري قدسسره
قال العلامة الحلي في خلاصة الأقوال / ٢٥٠ ، و٤٣٢ : « وأوصى أبو القاسم ابن روح إلى أبي الحسن علي بن محمد السمري ، فلما حضرت السمري الوفاة سئل أن يوصي فقال : لله أمر هو بالغه . والغيبة الثانية هي التي وقعت بعد مضي السمري .. ومات رحمهالله سنة تسع وعشرين وثلاث مائة » .
وفي كمال الدين : ٢ / ٥١٦ ، عن الحسن بن أحمد المكتب قال : « كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري قدس الله روحه ، فحضرته قبل وفاته بأيام ، فأخرج إلى الناس توقيعاً نسخته : بسم الله الرحمن الرحيم . يا علي بن محمد السمري ، أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام ، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلا بعد إذن الله عز وجل وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً . وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . قال : فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده ، فلما كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه فقيل له : من وصيك من بعدك ؟ فقال : لله أمر هو بالغه ! ومضى رضي الله عنه ، فهذا آخر كلام سمع منه » وغيبة الطوسي / ٢٤٢ ، وإعلام الورى / ٤١٧ ، والإحتجاج : ٢ / ٤٧٨ ، والخرائج : ٣ / ١١٢٨ ، وغيرها .
أقول : المنفي هو المشاهدة مع ادعاء السفارة ، بقرينة قوله عليهالسلام : « وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة » أما المشاهدة بدون ادعاء سِمَة فهي ممكنة وقد وقعت كثيراً .