سبعة نفر فخرجوا إلى مكان بالحيرة تسمى الخورنق قالوا نتنزه فإذا كان يوم الأربعاء لحقنا علياً قبل أن يُجَمِّع . فبينا هم يتغذون إذ خرج عليهم ضب فصادوه فأخذه عمرو بن حريث فبسط كفاً فقال : بايعوه هذا أمير المؤمنين ! فبايعه السبعة وعمرو ثامنهم ! وارتحلوا ليلة الأربعاء فقدموا المداين يوم الجمعة وأمير المؤمنين على المنبر يخطب ، ولم يفارق بعضهم بعضاً وكانوا جميعاً حتى نزلوا باب المسجد ، فلما دخلوا نظر إليهم أمير المؤمنين فقال : يا أيها الناس إن رسول الله صلىاللهعليهوآله أسرَّ إليَّ الف حديث ، في كل حديث ألف باب ، لكل باب مفتاح ، وإني سمعت الله يقول : يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ، وإني أقسم لكم بالله ليبعثن ثمانية نفر إمامهم الضب ، ولو شئت أن أسميهم فعلت ! قال : فلو رأيت عمرو بن حريث ينتفض كما تنتفض السعفة » !
٦ ـ كان عليهالسلام يجيب من السجن على بعض الرسائل
فقد رويت إجاباته عليهالسلام لمحمد بن أبي عمير وعلي بن سويد السائي ، نسبة الى الساية قرية قرب المدينة ( النجاسي / ٢٧٦ ) وهما من كبار شخصيات شيعته .
ففي الكافي
: ٨ / ١٢٤ : « عن علي بن سويد
قال : كتبت إلى أبي الحسن موسى عليهالسلام
وهو في الحبس كتاباً أسأله عن حاله وعن مسائل كثيرة ، فاحتبس الجواب علي أشهر ، ثم أجابني بجواب هذه نسخته : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله العلي العظيم الذي بعظمته ونوره أبصر قلوب المؤمنين ، وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون ، وبعظمته ونوره ابتغى من في السماوات ومن في الأرض إليه الوسيلة بالأعمال المختلفة ، والأديان المتضادة ، فمصيب ومخطئ ، وضال ومهتدي ،