هارون وندماؤه على وجوههم مغشياً عليهم ، وطارت عقولهم خوفاً من هول ما رأوه ! فلما أفاقوا من ذلك بعد حين ، قال هارون لأبي الحسن : أسألك بحقي عليك لما سألت الصورة أن ترد الرجل . فقال : إن كانت عصا موسى ردت ما ابتلعته من حبال القوم وعصيهم فإن هذه الصورة تردُّ ما ابتلعته من هذا الرجل . فكان ذلك أعمل الأشياء في إفاقة نفسه » ! ( مناقب آل أبي طالب : ٣ / ٤١٧ ) .
أقول : في العبارة الأخيرة خلل ، وروتها بعض المصادر بلفظ : أعمل الأشياء في إماتة نفسه ( الحدائق : ١٨ / ١٨٠ ) ، أي أن هذه المعجزة كانت السبب في قرار هارون بقتل الإمام عليهالسلام . وكلا المعنيين غير مقنع !
قال المحقق البحراني رحمهالله في الحدائق الناضرة : ١٨ / ١٨٠ : « ونحو ذلك روى في كتاب الخرائج والجرايح عن الإمام الهادي عليهالسلام مع المتوكل . وفي كتاب الثاقب في المناقب عن الصادق عليهالسلام مع المنصور .
ثم قال رحمهالله في هامشه : وملخص الأول : أنه وقع رجل مشعبذ من ناحية الهند إلى المتوكل فأمره أن يخجل الإمام الهادي عليهالسلام وأحضر على المائدة خبزاً رقاقاً فكان كلما مد الإمام يده إلى قرص من ذلك الخبز طيرها ذلك المشعبذ ، فتضاحك الناس ، وكان على مستورة صورة أسد ، فضرب الإمام عليهالسلام يده على تلك الصورة وقال : خذه . فوثبت تلك الصورة من المستورة فابتلعت الرجل ، وعادت في المستورة كما كانت ، فتحير الجميع ونهض الإمام ! فقال المتوكل : سألتك بالله إلا جلست ورددته فقال : والله لا يرى بعدها ، أتسلط أعداء الله على أولياء الله ، وخرج من عندهم فلم ير الرجل بعدها .
( مدينة المعاجز / ٥٤٨ حديث ٥٢ ) .