الزنبيل عن جرة مملوءة غالية فيها مسحاة من ذهب ، وإذا برقعة : هذه جرة أصيبت هي وأختها في خزائن بني أمية ! فأما أختها فغلب عليها الخلفاء وأما هذه فلم أر أحداً أحق بها منك » !
وفي نهاية ابن كثير : ١٠ / ٢٣٢ : « وكان ابن أبي مريم هو الذي يضحكه ، وكان عنده فضيلة بأخبار الحجاز وغيرها ، وكان الرشيد قد أنزله في قصره وخلطه بأهله ... ودخل يوماً العباس بن محمد على الرشيد ومعه برنية من فضة فيها غالية من أحسن الطيب فجعل يمدحها ويزيد في شكرها ، وسأل من الرشيد أن يقبلها منه فقبلها فاستوهبها منه ابن أبي مريم فوهبها له ، فقال له العباس : ويحك ! جئت بشئ منعته نفسي وأهلي وآثرت به أمير المؤمنين سيدي فأخذته ! فحلف ابن أبي مريم ليطيبن به استه ! ثم أخذ منها شيئاً فطلى به إسته ودهن جوارحه كلها منها ، والرشيد لا يتمالك نفسه من الضحك ! ثم قال لخادم قائم عندهم يقال له خاقان : أطلب لي غلامي ، فقال الرشيد : ادع له غلامه ، فقال له : خذ هذه الغالية واذهب بها إلى ستك فمرها فلتطيب منها إستها حتى أرجع إليها ف ...! فذهب الضحك بالرشيد كل مذهب ، ثم أقبل ابن أبي مريم على العباس بن محمد فقال له : جئت بهذه الغالية تمدحها عند أمير المؤمنين ، الذي ما تمطر السماء شيئاً ولا تنبت الأرض شيئاً إلا وهو تحت تصرفه وفي يده ! وأعجب من هذا أن قيل لملك الموت : ما أمرك به هذا فأنفذه ! وأنت تمدح هذه الغالية عنده كأنه بقال أو خباز أو طباخ أو تمار ! فكاد الرشيد يهلك من شدة الضحك ! ثم أمر لابن أبي مريم بمائة ألف درهم » !