الحق الى الرضا من آل محمد صلىاللهعليهوآله .
ولما انتصرت الثورة ووصلت قوات أبي مسلم الخراساني الى الكوفة ، جاء العباسيون اليها ، لكن قائد الثورة أبا سلمة الخلال حبسهم في بيت ، وأرسل مبعوثاً الى الإمام جعفر الصادق عليهالسلام يعرض عليه البيعة بالخلافة ، فلم يقبل ، فعرضها على عبد الله بن الحسن فلم يقبلها له وأرادها لابنه محمد ، فقام أبو سلمة ببيعة السفاح واسمه أيضاً عبد الله .
كان السفاح أصغر من المنصور بعشر سنين ، فقد ولد المنصور سنة ٩٥ هجرية وولد السفاح سنة ١٠٤ ، وزعموا أن أباهما أوصى للسفاح بعد إبراهيم ، لأنه أصغر إخوته ، وأمه حارثية من آل عبد المدان ، وأم المنصور أمَةٌ فارسية .
وحكم السفاح أربع سنوات وكانت عاصمته الأنبار ، وتوفي سنة ١٣٦ فجأة وهو شاب وعمره ٣٥ سنة ، وقالوا إنه أوصى للمنصور الذي كان عمره يومها ٤١ سنة ، فحكم نحو ٢٣ ، وجعل الخلافة في أولاده ، ولم تخرج منهم .
« وكان ( المنصور ) أسمر طويلاً ، نحيف الجسم ، خفيف العارضين ، يخضب بالسواد » . ( تاريخ دمشق : ٣٢ / ٣٤٦ ) . وأمه سلامة ، وهي أمة ( التنبيه للمسعودي / ٢٩٥ ) من بلدة إيذة الفارسية في الأهواز ، وقد ولدت بالبصرة ، وأخذت ابنها المنصور الى بلدها إيذة ، فقد عمل فيها جابياً ، وتزوج وولد ابنه المهدي فيها !
ولم تكن سلامة محترمة ، فقد وصفها عبد الله عم المنصور بالزانية قال : « أفَعَلَها ابن سلامة الفاعلة ، لا يكني » ! ( أنساب الأشراف / ١٠٠٧ ) .
وقد كتبنا في جواهر التاريخ ترجمة وافية للمنصور ، وأبرز صفاته ، وخططه لإبادة أبناء علي وفاطمة عليهماالسلام ، وقتله الإمام الصادق عليهالسلام .