النبي صلىاللهعليهوآله : « أبسط يدك أبايعك فيقال : عم رسول الله بايع ابن عم رسول الله ، فلا يختلف عليك اثنان . فقال له علي : ومن يطلب هذا الأمر غيرنا » ! ( الإمامة والسياسة : ١ / ١٢ ، والإقتصاد / ٢١٤ ، والنزاع والتخاصم / ٧٨ ) .
أو يقال إن الحسنين أبناء النبي صلىاللهعليهوآله لقوله تعالى : فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ ..
ولا أن يذكر مذهب جدهم عبد الله بن عباس وأحاديثه ، لأنه كان تلميذاً مطيعاً لعلي عليهالسلام ناطقاً بفضائله ووصية النبي صلىاللهعليهوآله له بالخلافة !
وكلها تنقض ما يريده المنصور من تمجيد جده العباس وحصر الخلافة به هو !
قال أحمد بن حنبل في العلل : ٢ / ٣١٢ : « قدم بن جريج على أبي جعفر ( المنصور ) فقال له : إني قد جمعت حديث جدك عبد الله بن عباس ، وما جمعه أحد جمعي أو نحو ذا ، قال : فلم يعطه شيئاً ! فضمه إلى سليمان بن مجالد ... فأحسن إلى ابن جريج يعني أعطاه وأكرمه ، فقال له بن جريج : ما أدري ما أجزيك به ، ولكن خذ كتبي هذه فانسخوها ، فبعضها سماع وبعضها عرض » .
واسمع ما يقوله ابن جريح وهو ربيعة الرأي وأستاذ مالك بن أنس !
« أتينا مالك بن أنس فجعل يحدثنا عن ربيعة الرأي بن أبي عبد الرحمن ، فكنا نستزيده حديث ربيعة ، فقال لنا ذات يوم : ما تصنعون بربيعة هو نائم في ذاك الطاق ! فأتينا ربيعة فأنبهناه ، فقلنا له : أنت ربيعة بن أبي عبد الرحمن ؟ قال : بلى ، قلنا : ربيعة بن فروخ ؟ قال بلى ، قلنا ربيعة الرأي ؟ قال بلى . قلنا هذا الذي يحدث عنك مالك بن أنس ؟ قال بلى ، قلنا له : كيف حظي بك مالك ولم تحظ أنت بنفسك ؟ قال : أما علمتم أن مثقالاً من دولة خير من حِمْل علم » ! ( تاريخ بغداد : ٨ / ٤٢٣ ) .