في السم . فلما كان في ليلة من الليالي وقد فرشنا لأبي الحسن الرضا على عادته ، أبطأ عنا فلم يأت كما كان يأتي ، فاستوحش العيال وذعروا وداخلنا من إبطائه أمر عظيم ، فلما أصبحنا أتى الدار ، ودخل قاصداً إليها من غير إذن ، ثم أتى أم حميد فقال لها : هات الذي أودعك أبي وسماه لها فصرخت ولطمت وشقت ثيابها وقالت : مات والله سيدي ! فكفها وقال لها : لا تكلمي بهذا ولا تظهريه حتى يجئ الخبر إلى والي المدينة ... » .
أقول : لاحظ قوله : « وأبو إبراهيم عليهالسلام مقيم في يد السلطان ذاهباً جائياً في حال رفاهة وإكرام ، وكان الرشيد يرجع إليه في المسائل فيجيبه عنها .. الخ . » !
وقد فرض عليه أن يحضر مجلسه كل يوم خميس : « قال : فأطلق عنه وسلمه إلى الحاجب ليسلمه الدار ويكون معه ، فصار موسى بن جعفر عليهالسلام كريماً شريفاً عند هارون ، وكان يدخل عليه في كل خميس ، إلى أن حبسه الثانية ، فلم يطلق عنه حتى سلمه إلى السندي شاهك ، وقتله بالسم » ( أمالي الصدوق / ٤٦١ ، والعيون : ٢ / ٨٨ ) .
وكان الإمام الكاظم عليهالسلام يقضي وقته في بغداد في عبادة ربه عز وجل ، ويلتقي بهارون ووزرائه وغيرهم ، ويلتقي ببعض خاصته علناً أو سراً .
ففي رجال الطوسي : ٢
/ ٧٩٠ : « عن محمد بن سالم قال : لما حُمل
سيدي موسى بن جعفر عليهالسلام
إلى هارون ، جاء إليه هشام بن إبراهيم العباسي فقال له : يا سيدي قد كتبت لي صك إلى الفضل بن يونس فسله أن يروج أمري . قال فركب إليه أبو الحسن عليهالسلام
فدخل إليه حاجبه فقال : يا سيدي أبو الحسن موسى بالباب ، فقال : إن كنت صادقاً فأنت حرٌّ ولك كذا وكذا ! فخرج الفضل بن يونس حافياً يعدو