هارون ، ودبر قتل الإمام عليهالسلام بالسم !
وفي الغيبة للطوسي / ٢٩ ، ومقاتل الطلبيين / ٣٣٦ : « فكتب بتسليمه إلى الفضل بن يحيى فتسلمه منه ، وأراد ذلك منه ( أن يقتله ) فلم يفعل ، وبلغه أنه عنده في رفاهية وسعة ، وهو حينئذ بالرقة ، فأنفذ مسروراً الخادم إلى بغداد على البريد ، وأمره أن يدخل من فوره إلى موسى بن جعفر عليهالسلام فيعرف خبره ، فإن كان الأمر على ما بلغه ، أوصل كتاباً منه إلى العباس بن محمد وأمره بامتثاله ، وأوصل كتاباً منه آخر إلى السندي بن شاهك يأمره بطاعة العباس ، فقدم مسرور فنزل دار الفضل بن يحيى لايدري أحد ما يريد ، ثم دخل على موسى بن جعفر عليهالسلام فوجده على ما بلغ الرشيد ، فمضى من فوره إلى العباس بن محمد والسندي فأوصل الكتابين إليهما ، فلم يلبث الناس أن خرج الرسول يركض إلى الفضل بن يحيى فركب معه وخرج مشدوهاً دهشاً حتى دخل العباس فدعا بسياط وعقابين ( خشبة يربط بها لجلده ) فوجه ذلك إلى السندي وأمر بالفضل فجرد ثم ضربه مائة سوط ، وخرج متغير اللون خلاف ما دخل ، فأذهبت نخوته فجعل يسلم على الناس يميناً وشمالاً !
وكتب مسرور بالخبر إلى الرشيد فأمر بتسليم موسى عليهالسلام إلى السندي بن شاهك وجلس مجلساً حافلاً ، وقال : أيها الناس إن الفضل بن يحيى قد عصاني وخالف طاعتي ورأيت أن ألعنه فالعنوه ! فلعنه الناس من كل ناحية حتى ارتج البيت والدار بلعنه ! وبلغ يحيى بن خالد فركب إلى الرشيد ودخل من غير الباب الذي يدخل الناس منه حتى جاءه من خلفه وهو لا يشعر ، ثم قال له : التفت إلي يا أمير المؤمنين ! فأصغى إليه فزعاً ، فقال له : إن الفضل حدث وأنا أكفيك ما تريد !