تقدّم من الآثار وأفقههم في رأيه.
وقال مالك : بلغني أنّ سعيد بن المسيب قال : إن كنت لأسير الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد (١).
وقال ابن يونس الفوّي : دخلت المسجد فإذا سعيد بن المسيّب جالس وحده ، فقلت : ما له؟ قالوا : نهى أن يجالسه أحد (٢).
وكان ابن المسيّب إماما أيضا في تعبير الرؤيا.
قال أبو طالب : قلت لأحمد بن حنبل : سعيد بن المسيّب عن عمر حجّة؟ قال : هو عندنا حجّة ، قد رأى عمر وسمع منه ، إذا لم يقبل سعيد عن عمر (٣) فمن يقبل؟
قال ابن أبي خيثمة في تاريخه : ثنا لوين ، ثنا عبد الحميد بن سليمان ، عن أبي حازم ، عن ابن المسيّب قال : لو رأيتني ليالي الحرّة ، وما في المسجد غيري ، ما يأتي وقت صلاة إلّا سمعت الأذان من القبر ، ثم أقيم فأصلّي ، وإنّ أهل الشام ليدخلون المسجد زمرا فيقولون : انظروا إلى هذا الشيخ المجنون. قلت : عبد الحميد ليس بثقة.
وقال وكيع : ثنا مسعر ، عن سعد بن إبراهيم ، سمع سعيد بن المسيّب يقول : ما أحد أعلم بقضاء قضاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولا أبو بكر ولا عمر منّي (٤).
ومن مفردات سعيد بن المسيّب أنّ المطلّقة ثلاثا تحلّ للأول بمجرّد عقد الثاني من غير وطء (٥).
توفّي سعيد في قول الهيثم ، وسعيد بن عفير ، ومحمد بن عبد الله ابن نمير ، وغيرهم : في سنة أربع وتسعين. وقال أبو نعيم وعلي بن المديني : سنة ثلاث وتسعين. وقال يحيى القطان وغيره : توفي سنة إحدى أو اثنتين وتسعين.
__________________
(١) تذكرة الحفاظ ١ / ٥٥ ـ ٥٦.
(٢) التذكرة ١ / ٥٦.
(٣) «عن عمر» مستدركة من (غاية المرام في رجال البخاري إلى سيّد الأنام) وتهذيب الأسماء للنووي ١ / ٢٢٠.
(٤) طبقات الفقهاء للشيرازي ـ ص ٥٧.
(٥) تهذيب الأسماء واللغات ـ ق ١ ج ١ / ٢٢١.