وقال الأعمش : قال لي شقيق : أسمع الناس يقولون : دانق : قيراط ، أيهما أكبر ، الدّانق أو القيراط؟ (١).
وقال عاصم : ما رأيت أبا وائل ملتفتا في صلاة ولا غيرها ، ولا سمعته سبّ دابّة ، إلّا أنّه ذكر الحجّاج يوما ، فقال : اللهمّ أطعمه من ضريح لا يسمن ولا يغني من جوع ، ثمّ تداركها فقال : إن كان ذلك أحبّ إليك. ولا رأيته قائلا لأحد : كيف أصبحت ، ولا كيف أمسيت (٢).
وقال عاصم : قلت لأبي وائل : شهدت صفّين؟ قال : نعم ، وبئست الصّفون كانت ، فقيل له : أيّهما أحبّ إليك ، عليّ أو عثمان؟ قال : عليّ ، ثمّ صار عثمان أحبّ إليّ من عليّ (٣).
وقال الأعمش : قال لي أبو وائل : إنّ أمراءنا هؤلاء ليس عندهم تقوى أهل الإسلام ، ولا أحلام أهل الجاهلية (٤).
وقال ابن عيينة : ثنا عامر بن شقيق ، سمع أبا وائل يقول : استعملني ابن زياد على بيت المال ، فأتاني رجل بصكّ : أعط صاحب المطبخ ثمانمائة درهم ، فقلت له : مكانك ، فدخلت على ابن زياد فقلت : إنّ عمر استعمل ابن مسعود على القضاء وعلى بيت المال ، وعثمان بن حنيف على ما سقى الفرات ، وعمّار بن ياسر على الصلاة والجند ، ورزقهم كلّ يوم شاة ، فجعل نصفها وسقطها لعمّار ، لأنّه على الصلاة ، والجند ، وجعل لعبد الله ربعها ، ولعثمان ربعها ، ثمّ قال : إنّ ما لا يؤكل منه كلّ يوم شاة لسريع الفناء. فقال ابن زياد : ضع المفاتيح واذهب حيث شئت (٥).
وقال عاصم ، عن أبي وائل قال : بعث إليّ الحجّاج ، فأتيته ، فقال : ما اسمك؟ قلت : ما بعث إليّ الأمير إلّا وقد عرف اسمي ، قال : متى نزلت
__________________
(١) تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣٣٨ ، تاريخ بغداد ٩ / ٢٧٠ ، ٢٧١.
(٢) طبقات ابن سعد ٦ / ٩٩ ، حلية الأولياء ٤ / ١٠٢.
(٣) تاريخ الثقات للعجلي ٢٢٢.
(٤) تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣٣٨.
(٥) تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣٣٨.