و (لو سلمنا ثبوت ماهية المشكك) فلا يلزم كون التفاوت في إفراده بالشدة ، فقد يكون بالأولوية وبالتقديم والتأخر ، (و) لو سلمنا (((١) أن ما (١)) به التفاوت) في إفراد المشكك (شدة كشدة البياض الكائن في الثلج بالنسبة إلى) البياض (الكائن في العاج) وقوله : (مأخوذ) خبر ثان ل «أن» أي : ولو سلمنا أن ما به التفاوت في البياض مأخوذ (في ماهية البياض بالنسبة إلى خصوص محل) كالثلج ، (لا نسلم أن ماهية اليقين منه) أي : من المشكك الموصوف بما ذكر ، (لعدم ما) أي : دليل (يوجبه) أي : يلزم عنه القول به.
(ولو سلمنا أن ماهية اليقين تتفاوت لا نسلم أنه) يتفاوت (بمقومات الماهية) أي : أجزائها (بل بغيرها) من الأمور الخارجة عنها العارضة لها ، كالألف للتكرار ، ونحوه.
(وقد ذكروا :) يعني الحنفية وموافقيهم في الجواب عن الظواهر الدالة على قبول الزيادة (أنه) أي : الإيمان (يتفاوت بإشراق نوره) أي : بزيادة إشراقه في القلب ، (و) زيادة (ثمراته ، فإن كان زيادة إشراق نوره هو زيادة القوة والشدة) فيه (فلا خلاف في المعنى) بين القائلين بقبوله الزيادة والنقصان والنافين لذلك ، (إذ يرجع النزاع إلى أن الشدة والقوة التي اتفقنا على ثبوت التفاوت بها زيادة ونقصانا هل هي داخلة في مقومات) حقيقة (اليقين أو خارجه) عنها (٢)؟
(فقد اتفقنا) معشر المثبتين لتفاوت الإيمان والنافين له (على ثبوت التفاوت) في الإيمان (بأمر معين والخلاف في) خصوص (نسبته) أي : نسبة ذلك الأمر المعين (إلى تلك الماهية) بدخوله في مقوماتها أو خروجه عنها (لا عبرة به) لأنه ليس خلافا في نفس التفاوت ، (وإن كان زيادة إشراقه) في القلب (غير زيادة القوة ، فالخلاف ثابت ، ومن الخوارج) أي : الأمور الخارجة عن ماهية الإيمان (التي يثبت بها) أي : بتلك الأمور الخارجة (التفاوت) في الإيمان (ما ذكره إمام الحرمين حيث قال) في «الإرشاد» (٣) في جواب سؤال : (النبي) من الأنبياء صلىاللهعليهوسلم (يفضل من عداه) في الإيمان (باستمرار تصديقه) وعصمة الله تعالى إياه من مخامرة الشكوك ، (يعني) الإمام : باستمر تصديقه (توالى أشخاصه) لأنه عرض لا
__________________
(١) في (م) : إنما.
(٢) ليست في (م).
(٣) الإرشاد إلى قواطع الأدلة من الاعتقاد ، ص ٣٩٩.