وحدّث بالقدس ، والبحرين ، وبغداد.
حكى عنه : شيخاه : الخطيب ، والكتّانيّ ، وعمر الرّواسيّ.
وأثنى عليه الحافظ ابن ناصر وقال : انحدر إلى البصرة وتوفي بها.
وقال : سمعت أبا غالب محمد بن الحسن الماورديّ يقول : قدم علينا أبو الحسن سنة تسع وستّين ، فسمع السّنن من أبي عليّ التّستريّ ، وأقام عنده نحوا من سنتين (١) ، ثم ذهب بعد ذلك إلى عمان. والتقيت به بمكّة في سنة ثلاث وسبعين. وأخبرني أنه ركب البحر إلى بلاد الزنج (٢) ، وكان معه من العلوم أشياء ، فما نفق عندهم إلا النحو.
وقال : لو أردت أن أكسب منهم آلافا لأمكن ذلك ، وقد حصل لي نحو من ألف دينار ، وأسفوا على خروجي من عندهم.
ثمّ إنّه عاد إلى البصرة على أن يقيم بها ، فلمّا وصل إلى باب البصرة وقع عن الجمل ، فمات بعد رجوعه من الحجّ (٣).
وقال ابن عساكر : (٤) ثنا عنه هبة الله بن الأكفانيّ ووثقه.
قلت : وذكر وفاته هبة الله في هذه السنة (٥). وأما ابن السّمعانيّ وغيره
__________________
= للمراكشي ١٦٤) ، وسمع بها : أبا نصر أحمد بن محمد بن سعد الطريثيثي. (ذيل تاريخ بغداد لابن النجار ٣ / ٨١).
(١) زاد ابن عساكر : وحضر يوما عند أبي القاسم إبراهيم بن محمد المناديلي وكان ذا معرفة بالنحو والقراءة ، وقرأ عليه جزءا من الحديث وجلس بين يديه ، وكان عليه ثياب خلقة ، فلما فرغ من قراءة الجزء أجلسه إلى جنبه ، فلما مضى قلت له في إجلاسه إلى جنبه ، فقال : قد قرأ الجزء من أوله إلى آخره وما لحن فيه ، وهذا يدل على فضل كثير. (تاريخ دمشق).
(٢) تحرفت في ذيل بغداد ٣ / ٨٥ إلى «الزرنج».
(٣) تاريخ دمشق ، وغيره.
(٤) في تاريخ دمشق ٢٨ / ٤٣٨.
(٥) وقال ابن عساكر : وقول الماوردي في وفاته أصح من قول ابن الأكفاني لأنه شاهد ذلك.
أي وفاته في سنة ٤٧٤ ه. (تاريخ دمشق).
وعلق المراكشي على ذلك بقوله : «ليس في مساق هذا الحكاية ما يقتضي مشاهدة وفاته ، وإن كان قد ذكر أنه لقيه بمكّة ـ شرفها الله ـ فتأمله ، اللهمّ إلا أن يكون الماوردي عند ابن عساكر أضبط لهذا الشأن من ابن الأكفاني ، أو يكون ـ عند ابن عساكر ـ الماوردي شاهد ذلك من وجه آخر ، فالله أعلم». (الذيل والتكملة ، السفر ٥ ق ١ / ١٦٥).