وقال عبد الرحيم بن السّمعاني في «معجمه» ، وهو كلام أبيه على لسان عبد الرحيم : كان إماما ، فاضلا. عالما ، مهيبا ، وقورا ، قصير اليد عن أموال النّاس ، غير أنّه كان شديد الميل إلى مذهب أهل العذل ، يعني المعتزلة ، قرأ والدي عليه جزءا ضخما بجهد. وسمعت منه الأوّل من «تاريخ نيسابور» بروايته عن موسى بن عمران ، عنه.
توفّي في ربيع الآخر (١).
ـ حرف النون ـ
٨٣ ـ ناصر بن سلمان بن ناصر بن عمران بن محمد (٢).
أبو الفتح ، العلّامة بن أبي القاسم الأنصاريّ ، النّيسابوريّ.
قال ابن السّمعانيّ (٣) : كان إماما ، مناظرا ، بارعا في الكلام ، حاز قصب السّبق فيه على أقرانه. وصار في عصره واحد ميدانه.
وصنّف التّصانيف ، وترسّل من جهة السّلطان سنجر إلى الملوك. مولده سنة تسع وثمانين وأربعمائة.
قال : وكان صاحب أوقاف الممالك ، وكان لا يتورّع عن مال الوقف ، ولا عن بيع رقاب أوقاف المساجد والرّبط. وكان يقول : يجب صرفها إليّ لأنيّ أذبّ عن الدّين.
سمع : أباه ، وأبا الحسن المدينيّ المؤذّن ، والفضل بن عبد الواحد التّاجر.
__________________
= ساكنا ، حسن الطريقة ، مشتغلا بالعبادة ، لزم الجامع القديم بنيسابور ، وكان أكثر أوقاته معتكفا فيه .. فرأت عليه شيئا يسيرا بجهد. ثم لما رحلت بابني أبي المظفّر إلى نيسابور ، قرأت عليه جزءا. وقدم علينا مرو في سنة اثنتين وخمسين.
(١) وكانت ولادته في جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وأربعمائة بنيسابور.
(٢) انظر عن (ناصر بن سلمان) في : التحبير ٢ / ٣٣٧ ، ٣٣٨ رقم ١٠٤٨ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٧ / ٣١٧ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٦٥.
(٣) في التحبير ٢ / ٣٣٨.