وله معجم مفيد.
قال أبو عبد الله الأبّار (١) : كان متّسع الرّواية ، شديد العناية بها ، عارفا بوجوهها ، حجّة ، مقدّما على أهل وقته ، حافظا ، حافلا ، إخباريّا ، تاريخيا ، ذاكرا لأخبار الأندلس القديمة والحديث. سمع العالي والنّازل. وأسند عن شيوخه نيّفا وأربعمائة كتاب بين صغير وكبير. ورحل إليه النّاس وأخذوا عنه.
وثنا عنه جماعة ، ووصفوه بصلاح الدّخلة ، وسلامة الباطن وصحّة التّواضع ، وصدق الصّبر للطّلبة ، وطول الاحتمال : وألّف خمسين تأليفا في أنواع العلم. وولّي بإشبيليّة قضاء بعض جهاتها لأبي بكر بن العربيّ. وعقد الشّروط ، ثمّ اقتصر على إسماع العلم وعلى هذه الصّناعة ، وهي كانت بضاعته. والرّواة عنه لا يحصون ، منهم : أبو بكر بن خير ، وأبو القاسم القنطريّ ، وأبو القاسم بن سمحون ، وأبو الحسن بن الضّحّاك. وكلّهم مات قبله.
وصنّف كتاب «الصّلة» في علماء الأندلس ، وصل به «تاريخ ابن الفرضيّ». وقد حمله عنه شيخه أبو العبّاس بن العريف الزّاهد.
قلت : وله «كتاب الحكايات المستغربة» مجلّد ، و «غوامض الأسماء المبهمة» عشرة أجزاء ، و «كتاب معرفة العلماء الأفاضل» أحد وعشرون جزءا ، و «طرق حديث المغفر» ثلاثة أجزاء ، «القربة إلى الله بالصّلاة على نبيّه» جزء كبير ، «من روى الموطّأ عن مالك» في جزءين ، «اختصار تاريخ أبي بكر القشّي» في تسعة أجزاء ، «أخبار سفيان بن عيينة» جزء كبير ، «أخبار ابن المبارك» جزءان ، «أخبار الأعمش» ثلاثة أجزاء ، «أخبار النّسائيّ» جزء ، «أخبار زيادة شبطون» جزء ، «أخبار المحاسبيّ» جزء ، «أخبار أبي القاسم» جزء ، «أخبار إسماعيل القاضي» جزء ، «أخبار ابن وهب» جزء ، «أخبار أبي المطرّف عبد الرحمن بن مرزوق القنازعيّ» جزء ، «قضاة قرطبة» ثلاثة أجزاء ،
__________________
(١) في تكملة الصلة.