أبو عبد الله البغداديّ ، الأبله ، الشّاعر ، صاحب الدّيوان المشهور.
كان شابّا ظريفا وشاعرا محسنا ، يلبس زيّ الجند. وشعره في غاية الرّقّة وحسن المخلص إلى المدح.
وكان أحد الأذكياء ، ولذا قيل له الأبله بالضّدّ.
وقيل : بل كان فيه بله.
توفّي ببغداد في جمادى الآخرة. وقد سار له هذا البيت :
ما يعرف الشّوق إلّا من يكابده |
|
ولا الصّبابة إلّا من يعانيها (١) |
وله :
دارك يا بدر الدّجى جنّة |
|
وبغيرها نفسي لا تلهو |
وقد أتى في خبر أنّه |
|
أكثر أهل الجنّة البله (٢) |
وله :
أقول للغيث لمّا سال واديه |
|
تحدّثي عن جفوني يا غواديه |
أعرت مزنك أجفانا بكيت له |
|
فمن أعارك ضوء البرق من فيه |
أما ورد [خدّه] (٣) والشّهب ناعسة |
|
واللّيل قد راق أو كادت حواشيه |
__________________
=١٩٤٧ ـ ص ٦٦ ، وذكر وفاته في سنة ٦٠٥ ه. ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٧٩ ، ٣٨٠ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٤٦٣ ، والعبر ٤ / ٢٣٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ١٣٢ رقم ٦٦ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٨ ، وتلخيص مجمع الآداب ج ٤ ق ١ / ٢٩٧ ، والوافي بالوفيات ٢ / ٢٤٤ ـ ٢٤٦ ، رقم ٦٤٧ ، ومرآة الجنان ٣ / ٤١٦ ، ٤١٧ ، والعسجد المسبوك ٢ / ١٨٩ ، ١٩٠ ، والنجوم الزاهرة ٤ / ٢٦٦ ، وبغية الوعاة ١ / ٣٣ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٦٦ ـ.
(١) وفيات الأعيان ٤ / ٤٦٤ ـ.
(٢) الوافي بالوفيات ٢ / ٢٤٦ ، وفيات الأعيان ٤ / ٤٦٥ ـ.
(٣) في الأصل بياض.
(الكامل ١١ / ٥٠٣).
وقال العماد الكاتب : هو شاب ظريف يتزيّا بزيّ الجند ، رقيق أسلوب الشعر حلو الصناعة رائق البراعة ، عذب اللفظ ، أرقّ من النسيم السّحري ، وأحسن من الوشي التّستري ، وكل ما ينظمه ، ولو أنه يسير ، يسير ، والمغنون يغنون برائقات أبياته عن أصوات القدماء ، فهم يتهافتون على نظمه المطرب تهافت الطير الحوّم على عذب المشرب. ثم قال : أنشدني لنفسه من قصيدة سنة خمس وخمسين وخمسمائة بغداد : ـ