خلاصة المختصر والاقتصاد فيه ما يبلغ ثلاثة امثاله وهو القدر الّذي أوردناه فى الوسيط والاستقصاء ما أوردناه فى البسيط.
وأما الكلام فمقصوده حماية المعتقدات التى نقلها أهل السنة من السلف الصالح لا غير. وما وراء ذلك طلب لكشف حقائق الأمور من غير طريقها ، ومقصود حفظ السنة تحصيل رتبة الاقتصار منه بمعتقد مختصر ، وهو القدر الّذي أوردناه فى كتاب قواعد العقائد من جملة هذا الكتاب. والاقتصاد فيه ما يبلغ قدر مائة ورقة وهو الّذي أوردناه فى كتاب الاقتصاد فى الاعتقاد» (٣).
وبعد اطلاعنا على موقف الغزالى من الفلسفة وعلم الكلام ذلك الموقف الّذي أوجزناه آنفا يأتى فخر الدين الرازى ليوحد بين الفلسفة وعلم الكلام كما أسلفنا وهكذا تكتسب الفلسفة مشروعيتها من مشروعية علم الكلام. ولكن بسبب عدم استقلالها لم تستطع أن تتقدم ، ثم ان هذا الوضع قد أثر بدوره فى العلوم التجريبية.
واذا أردنا ان نفهم التفكير الاسلامى بعد الرازى علينا أن نبدأ بالرازى قبل ذلك ونفهمه جيدا. وبكل أسف نقول ان الرازى لم يفهم كما ينبغى لعدم اهتمام الناس بمؤلفاته الأخرى كاهتمامهم بتفسيره الكبير لقد أخذ الرازى لقب الامام بناء على موفقه من علم الكلام علما أن بعض أعماله العلمية الخاصة بهذا العلم لم تنشر بعد مثل «المطالب العلية» و «الملخص» و «نهاية العقول» و «المحصول (*) فى الأصول» وغيرها من الأعمال العلمية المهمة ، ومن جهتنا ننوى القيام بنشر تلك الأعمال المهمة بقدر استطاعتنا وبقدر ما تسمح به امكاناتنا.
دراسة مقارنة بين المحصل وشروحه :
اذا قلنا ان فخر الدين الرازى هو نقطة بداية أو نهاية الملتقى بين المتقدم
__________________
(٣) الغزالي ، احياء علوم الدين ، ١/٥٨ ، القاهرة ، ١٩٦٧.
(*) طبعت جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية ، المحصل في علم اصول الفقه في ست مجلدات ١٤٠١ ه ـ ١٩٨١ م. وهذه المقالة كتبت قبل ذلك.