أثر لامتناع حصول الأثر بدون التأثير واذا لم يحصل فيه منه أثر كان مستغنيا عن المؤثر وقد فرضنا افتقاره هذا خلف.
«قال : والجواب لا نعنى بالتأثير تحصيل أمر جديد بل بقاء الأثر بقاء المؤثر.
«أقول : توجيه هذا الجواب ان يقال لا نسلم انحصار الأثر فيما ذكرتم ، فانه لا يلزم من عدم كون الأثر الوجود الّذي كان حاصلا أن يكون أمرا جديدا لجواز أن يكون بقاء الموجود الحاصل. فان المعنى باحتياج الباقى الى المؤثر هو أن يبقى الأثر ببقاء المؤثر لا انه حصل هناك أمر جديد.
ولقائل أن يعود ويقول : بقاء الأثر اما أن يكون أمرا حاصلا أو لم يكن. والأول يوجب تحصيل الحاصل والثانى يقتضي أن يكون التأثير فى أمر جديد لا فى الباقى والأولى فى الجواب ان (٥٨ ـ ١) يختار أن التأثير فى أمر جديد وهو بقاء الأثر واستمراره فى الزمان الثانى ولا معنى لتأثير المؤثر فى الباقى سوى ذلك» (٩).
نشير هنا كما أشرنا سابقا الى مدى الدور الّذي لعبه المحصل فى تطوير علم الكلام لمن جاء بعده من المفكرين المتكلمين. والمثالى الّذي أخذناه هنا من المحصل هو البحث عن علة الحاجة الى المؤثر هل هى الامكان أو الحدوث أو هما معا كما أضافه الكاتب القزوينى فى شرحه نقلا من كتب الرازى (١٠) وكل من ابن أبى الحديد ونصير الدين الطوسى والقزوينى وجد شيئا أو رأى حاجة الى الايضاح فى افادة الرازى ورأى أن يضيف ذلك مع الرغم باطلاع كل من تأخر منهم لمن سبق.
وفى الحقيقة وان كنا نرى ان شروحهم وبياناتهم تتفق أحيانا فى المعنى ولا
__________________
(٩) المغصل في شرح المحصل لعلى بن عمر الكاتب القزويني (٥٦ ـ ب ـ ٥٨ ـ ١ مكتبة راغب باشا الرقم ٧٩١.)
(١٠) الاربعين للرازي ، ص ٧ ، حيدر آباد ١٣٥٣ ، المطالب العالية ١/١٢ ـ ١ ، فخر الدين الرازي وآرائه الكلامية والفلسفية ، محمد صالح الزركان ١٨٧.