يتركون البحث الا بمزيد من التوضيحات. وبالرغم من أن بحوثهم فى علم الكلام هى محل نقاش وجدال بين الفلاسفة والمتكلمين القدماء. فاننى أحب ان اتطرق الى تاريخ البحث بكلمات موجزة. فانا لم أصادف حتى الآن أى مفكر أو فيلسوف أو متكلم طرق باب هذا البحث بهذا الاسهاب ووضع المسألة فى هذا الأسلوب : الامكان والحدوث جنبا الى جنب ومميزات كل منهما الا فخر الدين الرازى وربما كان هو السبب لخوض الباحثين المفكرين من الفلاسفة والمتكلمين فى اتخاذ الموضوع للدراسة واعطائه أهمية كبيرة لأننا اذا قارنا هذه الشروح الثلاثة للمحصل نرى أن كل واحد منها يطيل الايضاح فى مكان ويقصر فى آخر ، وغيره يعمل بالعكس يقصر فيما لا يطول فيه غيره ويطول فيما يقصر فيه غيره أو أحيانا يترك ما يطول فيه غيره دون قول أو إيضاح أو شرح. وبما أن مسألة الحاجة الى المؤثر كانت لها أهمية كبيرة ، فقد أسهب فيها الشراح كلهم.
ان القارئ الكريم يرى الفرق بين كل من هذه الشروح ويستطيع أن يقارن بينها ولا أريد أن أتعرض لها بأى تعليق الا أنى أود أن ألخص البحث حسب فهمى وادراكى.
فالمتكلمون قبل الرازى كانوا يتخذون حدوث الجواهر والاعراض كسبب أو دليل لاثبات وجود الله تعالى وما كانوا يتطرقون الى دليل الامكان بالايجاب ولا بالسلب. وسنعطى أمثلة لذلك من المفكرين والمتكلمين الذين سبقوا فخر الدين الرازى.
أصول الدين للامام أبى منصور عبد القاهر البغدادى المتوفى ٤٢٩
الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة والجماعة للامام الحافظ أبى بكر البيهقى المتوفى ٤٥٨.
الشامل فى أصول الدين لامام الحرمين الجوينى المتوفى ٤٧٨ والارشاد الى قواطع الأدلة فى أصول الاعتقاد له أيضا.
أصول الدين أبو يسر محمد البزدوى المتوفى ٤٩٣ ، الاقتصاد فى الاعتقاد لأبى حامد محمد بن محمد الغزالى المتوفى ٥٠٥