تبصرة الأدلة لأبى المعين النسفى المتوفى ٥٠٨.
نهاية الأقدام فى علم الكلام للامام عبد الكريم الشهرستانى المتوفى ٥٤٨ ، البداية فى أصول الدين لنور الدين أبى بكر الصابونى المتوفى ٥٨٠
قلنا فيه كلام سيأتى :
فان مسألة الامكان والوجوب لم تكن معروفة فى الفلسفة قبل الفارابى وانه قد اخترع هذين الاصطلاحين وشرحهما أبو على ابن سينا بعده ثم من جاء بعدهما من الفلاسفة أمثال أبى البركات البغدادى استعملهما فى إيضاح الاتصال أو الرابطة بين الله تعالى والكون على معنى بين الواجب الوجود والممكن الوجود. ان أول فيلسوف فى الاسلام أبو اسحاق يعقوب الكندى لم يستعمل دليل الامكان فى اثبات وجود الله تعالى ؛ لأنه قد سبق الفارابى. وكان هناك طريقان فى اثبات وجود الله تعالى طريق الحدوث وهو يستند على حدوث أو وجود الجواهر أو الاعراض. وهو طريق المتكلمين الأقدمين من الرازى وطريق آخر هو طريق الامكان ويبدأ هذا الطريق من الفارابى يبتنى على امكان ماهية الكون وهو ما سوى الله تعالى. فان الله تعالى واجب الوجود وما سواه ممكن الوجود. وهاتان الطريقان كانتا منفصلتين واحدة عن الأخرى وموزعتين بين المتكلمين والفلاسفة الى ظهور فخر الدين الرازى الّذي جمع بينهما وفصلهما وبوبهما فى تآليفه. ولكن نرى صاحب نهاية الأقدام عبد الكريم الشهرستانى أول من استعمل من المتكلمين امكان الوجوب فى إيضاح وشرح الاتصال أو العلاقة بين الله تعالى والمكونات الا أنه وان كان قد ذكر الفارابى وابن سينا وأرسطو أثناء كلامه فى ذلك فهو لم يفرق أو لم يميز بين الامكان والحدوث ولا دليل الامكان والحدوث ؛ ولم يناقشهما بصورة واضحة حتى أنه لم يضعهما فى صياغتهما الاصطلاحية.
وأود هنا ان أنتقل الى ما قاله فى نهاية الاقدام بصدد اثبات وجود الله وخلقه الكون :
«مثل أبى نصر الفارابى وأبى على الحسين بن عبد الله بن سينا وغيرهما من