فلاسفة الاسلام ، ان للعالم صانعا مبدعا وهو واجب الوجود بذاته والعالم ممكن الوجود بذاته واجب الوجود بالواجب بذاته غير محدث حدوثا يسبقه عدم بل معنى حدوثه وجوبه به وصدوره عنه واحتياجه إليه» (١١).
«فنقول للمتكلمين طريقان فى المسألة أحدهما اثبات حدوث العالم والثانى ابطال القول بالقدم. فقد سلك عامتهم طريق الاثبات باثبات الأعراض أولا واثبات حدوثها ثانيا وبيان استحالة خلق الجواهر عنها ثالثا وبيان استحالة حوادث لا أول لها رابعا» (١٢).
كما نرى الشهرستانى يستعمل طريق الامكان من دون أن يشير الى أنها طريق المتكلمين أو الفلاسفة وانما خلط بين المصطلحات الفلسفية والمعانى الكلامية أو بتعبير آخر استخدم المصطلحات الفلسفية فى بيان الأدلة الكلامية».
«فوجه تركيب البرهان منه أن نقول كل متغير أو متكثر فهو ممكن الوجود باعتبار ذاته وكل ممكن الوجود باعتبار ذاته فوجوده بايجاد غيره ، فكل متغير أو متكثر فوجوده بايجاد غيره» (١٣).
ويقول فى مكان آخر فى تعريف الممكن ويستعمل أحيانا الجائز مكان الممكن : «والممكن معناه انه جائز الوجود وجائز العدم فيستوى طرفاه أعنى الوجود والعدم باعتبار ذاته فان أوجد فانما يوجد باعتبار موجده ولو لا موجده لما استحق الا العدم فهو اذن مستحق الوجود والعدم بالاعتبارين المذكورين» (١٤).
«ثم جواز الوجود سابق على الوجود بالذات فنقول انما وجوبه لأنه كان جائز الوجود ولا نقول : انما كان جائز الوجود لأنه وجد. فجواز وجوده ذاتى
__________________
(١١) نهاية الاقدام ص ٦. نشر.
(١٢) نفس المصدر ١١.
(١٣) نفس المصدر ١٥.
(١٤) نفس المصدر ١٨.