السواد موجود بهذا الوجود. لم قلتم بأنه ليس كذلك ؛ لا بد له من دليل» (٢٣).
المحصل :
«الثانى انه اذا كان الوجود مغايرا للماهية كان مسمى قولنا السواد غير مسمى قولنا موجود فاذا قلنا السواد موجود بمعنى ان السواد هو موجود كان ذلك حكما بوحدة الاثنين وهو محال. فان قلت ليس المراد من قولنا : السواد موجود هو ان مسمى السواد هو مسمى الوجود ، بل المراد منه أن السواد موصوف بالموجودية. قلت : فحينئذ ينتقل الكلام الى مسمى الموصوفية بالوجود فانه اما ان يكون مسمى السواد هو مسمى الموصوفية بالوجود فحينئذ يكون قولنا السواد موصوف بالوجود جاريا مجرى قولنا : السواد سواد. واما ان يكون مغايرا له ؛ فالحكم على السواد بأنه موصوف بالوجود حكم بوحدة الاثنين ؛ الا ان يقال المراد من كون السواد موصوفا بالوجود انه موصوف بتلك الموصوفية. وحينئذ يعود التقسيم فى تلك الموصوفية الثانية. فاما أن يتسلسل وهو محال أو يقتضي رفع الموصوفية وحينئذ يبطل قولنا : السواد موجود على التقدير كون الماهية غير الموجودية (٢٤).
شرح الطوسى :
«أقول لو كان السواد والوجود متغايرين مطلقا للزم الحكم بوحدة الاثنين لكن هما ليسا كذلك ؛ وليس المراد أيضا ان مسمى السواد مسمى الوجود ولا أن السواد موصوف بالموجودية أو موصوف بتلك الموصوفية حين يعود اما التكرار أو وحدة الاثنين بل المراد أن الشيء الّذي يقال انه سواد هو تعينه الّذي يقال له انه موجود وذلك هو القسم الخارج من قسميه اللذين أوردهما» (٢٥).
شرح الكاتب القزوينى لنفس النص :
«قوله فى الوجه الثانى ان الوجود لو كان مغايرا للسواد لكان قولنا
__________________
(٢٣) المفصل ٩ ـ ب.
(٢٤) المحصل ١٦ مصر ١٣٢٣.
(٢٥) المحصل ١٦ هامش.