فهو عقل محض. فثبت أن أول ما خلق الله تعالى العقل.
ثم نقول ان كان معلوله شيئا واحدا ، ومعلول ذلك المعلول شيئا واحدا أبدا لزم أن لا يوجد شيئان إلا وأحدهما علة للآخر ، وهو باطل. فإذن لا بد وأن يوجد شيء يكون معلوله أكثر من واحد والمعلولان لا بد وأن يستندا إلى كثرة فى العلة. ولا يجوز أن يكون الكثرة التى فيه من ذاته البسيطة ، أو من واجب الوجود ، وإلا فقد صدر عن الواحد أكثر من الواحد ، فبقى أن يكون له من ذاته شيء ، ومن واجب الوجود شيء. فاذا ضم ماله من ذاته الى ماله من غيره حصلت فيه كثرة. لكن الّذي له من ذاته الإمكان والّذي له من الأول الوجود وينبغى أن يجعل الأشرف علة للأشرف. فلا جرم جعلنا امكانه علة للفلك الأعلى ووجوده علة للعقل الثانى. ثم لا يزال يصدر على هذا الترتيب من كل عقل عقل. وذلك إلى أن ينتهى إلى العقل الفعال المدبر لعالمنا.
واعلم أن هذا باطل ، لأنه بناء على أن الواحد لا يصدر عنه إلا
__________________
١ ـ فهو : فهو اذن : ج ف ، تعالى : ت ف ك لب ل ي ، ج ق م.
٢ ـ للاخر : ت ج ف ق ك ل ي ، للاخر قريبه وبعيده : لب ، لابد وان : ت ج.
٥ ـ يستندا : ج ، يستندان : ت ف ق ك لب ل م ي ، يستبدان : ا.
٦ ـ الكثرة : ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، للكثرة : م ، او : ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، ولا : م.
٨ ـ الواحد واحد (٢) : ق.
٩ ـ له من ذاته الامكان : ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، ليس بالامكان : م.
١٠ ـ له من ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، له في : م ، الاشرف علة للاشرف : ا ج ف ق ك لب ي ، الاشرف هو الوجود علة للاشرف : م ، الاشرف علة الاشرف ، ت ، الاشرف : ل ، علة : على : ي.
١١ ـ الاعلى : ت ج ل ، الاقصى : ك م ، علة (٢) : ا ك.
١٤ ـ على : عن : ت.