وهو طريق فخر الدين الرازى فى البحث عن المسألة ونقاشها دون أن يتميز ما هو صحيح منها وما هو غير صحيح ويترك القارئ حائرا بين الآراء والأقوال. وأحيانا فى المسائل الكلامية يميل فى آخر البحث صراحة أو اشارة الى رأى الخصم واما نقده فى ادخاله أو مزجه المنطق والفلسفة بالكلام فى كتاب واحد فهو نقد غير لازم لأن الانسان يقسم كتابه الى أقسام والقسم الأول فى علم والثانى فى علم آخر والثالث فى علم ثالث مثل الشفاء والنجاة لابن سينا.
وان شرح وتعليل المسائل الكلامية بمنهج فلسفى مستعينا بالفلسفة لا اعتقاد انه يضر الكلام وانما يفيده جدا واذا استقصينا آيات القرآن الكريم وأعملنا عقولنا فى فهمها فانها لا تخرج الا بنقاش فلسفى وعلمى خالص.
٣ ـ ان نصير الدين الطوسى اتبع طريقا خاصا له فى كتابه «تلخيص المحصل» وإن كان بعضهم يسميه نقد المحصل وهو غير صحيح لأنه نفسه سماه تلخيص المحصل فى مقدمته عليه. ان نصير الدين الطوسى يبين فى مقدمته بعض الأشياء المهمة وأهمية علم أصول الدين بين العلوم الاسلامية وانه يشرح لنا إيضاحات وجو تدريس العلوم واهتمام الناس بها أو عدمه وانكباب الناس على المحصل وكيفية تداوله بينهم. ولهذا السبب تناوله الناس بالشرح والتعليق ولكن هذا لم يرض الطوسى ورأى انه من الضرورى ان يكتب أيضا بدوره شرحا له ويكشف بما أورده الرازى فيه من أفكاره ويوضح الخلل فى نقاشه واعتراضاته أو ايراد الشبهات والاجابة على الاعتراضات. ولهذا كله نجد أنه من النافع أن يرى القارئ الكريم مقدمة الطوسى كاملة ليصل الى نتائج من فهمه واستدلاله يقول :
«فان أساس العلوم الدينية علم أصول الدين الّذي يحوم سائله حول اليقين ولا يتم بدونه الخوض فى سائرها كأصول الفقه وفروعه فان الشروع فى جميعه يحتاج الى تقديم شروعه حتى لا يكون الخائض فيها وان كان مقلدا لأصولهم كان على غير أساس» ...
«وفى هذا الزمان لما انصرفت الهمم عن تحصيل الحق بالتحقيق وزلت