ولا يستمر الى آخر الكتاب مثل شرح الطوسى كما أنه يظهر عند القارئ ان آخر المحصل هو فى تفصيل بعض الفرق الاسلامية ولم يكن هناك حاجة الى اعطاء الايضاحات أكثر وانما علق الطوسى على بعض نقاط وأمكنة منها. وكاتب جلبى يقول فى كشف الظنون فانه ألفه لمحيى الدين الصدر الشهيد الحميد القزوينى (٦٥) فان نسخة المؤلف على ما أعتقد موجودة فى مكتبة داماد ابراهيم باشا برقم ٨٦١ وهى ٢٧٤ ورقة فرغ من تحريره مؤلفه على بن عمر القزوينى فى سلخ رمضان المبارك لسنة اثنتين وستين وستمائة وفى (١٣٩ ـ ب) عند ما يقول : «وهذه صورته» يرسم الصورة ولكن النسخ الأخرى المتأخرة عنها التى رأيتها لا توجد فيها تلك الصورة. ولهذا فان هذه النسخة أى نسخة داماد ابراهيم باشا (رقم ٨٢١) أصبحت مهمة لأنها نسخة المؤلف لأن خط هذه النسخة هو نفس خط نسخة شرح قطب الدين الموجودة فى راغب باشا برقم ٧٩٢ كما أشرنا إليها سابقا.
وانه من الأحرى أن نذكر هنا مسألة مهمة تتعلق بعناية الله للكون وتخصيص كل شيء بهيئته الخاصة أو شكل أو حركة خاصة أو زمان معين الى غير ذلك وهى نظرية قديمة لايضاح تكون الفصول السنوية والأيام والشهور حسب أوضاع الأفلاك يستدل بها على إرادة الله وتخصيص الأشياء بميزاتها الخاصة وفى ذلك يقول فخر الدين الرازى :
«لأنه منقوض باختصاص الكوكب بالموضع المعين من الفلك مع كونه بسيطا واختصاص أحد جانبى المتمم بالثخن والجانب الآخر بالدقة» (٦٦).
«أقول : اعلم ان الفلك الّذي مركزه مركز العالم اذا انفصل عنه فلك آخر مركزه خارج عن مركز العالم بحيث يماس محيطه الفلك الأول على نقطة مركبة بينها ويقال له الأوج والنقطة المقابلة له الحضيض حصل بسبب ذلك جسمان مختلفا الثخن والدقة أحدهما حاو للفلك الخارج المركز والآخر محوى فيه دقة الحاوى
__________________
(٦٥) كشف الظنون ٢ / ١٦١٤.
(٦٦) المحصل ٩١ مصر ١٢٢٣.