وجه التعجب.
لا يقال : إن عتاب الامام (ع) بالنسبة إلى أبان ليس لأنه عمل بالقياس بطريق أولى وهو نهاه عن العمل به بل لأحد الأمرين :
الأول : أن قوله (ع) أخذتني بالقياس معناه إنك يا بان مع دنو رتبتك مني وانحطاط شأنك عني لست أقابلها بالمجادلة بالقياس لا أن القياس غير قابل لأن يجادل به.
الثاني : معنى قوله (ع) أخذتني أنه وإن كنت رجلا جليلا القدر ، إلا أنه لا ينبغي منك أن تجادل معي مع اني معصوم عالم بعلوم الأولين والآخرين.
لانا نقول قوله (ع) والسنة إذا قيست محق الدين يدفع كلّا من الاحتمالين ويعين الاحتمال الاول الذي تعنيه وهو أنه (ع) نهاه عن العمل بالقياس من حيث أنه قياس كائنا ما كان لأن قوله (ع) والسنة إذا قيست محق الدين الذي هو بمنزلة كلية الكبرى ظاهر في نفي حجية القياس من حيث هو قياس.
والجواب إن هذه الرواية مشتركة الورود لأنه تنفي حجية مطلق المستقلات العقلية والقطعيات العقلية وذلك لأنها تنفي حجية الاولوية القطعية ونفي حجية الاولوية القطعية تنفي حجية المستقلات العقلية لكون المدرك هو حكم العقل القطعي.
ودعوى الفرق بينها تحكم بحث لأن العقل إذا حصل له القطع يحكم على طبق قطعه سواء كان قطعه تفصيلا أم إجمالا فالتحقيق أن يقال أنها بصريحها وإلا فبظاهرها تدل على عدم حجية الأولوية العقلية بل وسائر المستقلات العقلية مع وجود النص الصريح القطعي الدلالة والسند والحق كذلك لأن النص من المعصوم اقوى دلالة على الحكم