كانا موافقين لهم أو مخالفين فكيف أصنع؟ قال : إذن فخذ بما فيه الحائطة لدينك واترك الآخر. قلت : إنّهما معا موافقان للاحتياط أو مخالفان له فكيف أصنع؟
فقال : إذن فتخيّر أحدهما فتأخذ به ودع الآخر» (١) ولا يخفى أنّ كونها معارضة لأخبار التخيير مبنية على أن يكون الاحتياط المأمور به في الرواية مرجعا لا مرجحا مع أنّ الظاهر منها أنه من المرجحات وعليه فهو من أخبار التخيير.
قوله : وأمّا أخبار التوقّف الخ (٢).
وهي على ما جمعها سيدنا الاستاذ (دام ظلّه) (٣) سبعة أخبار ، بعضها صريح في الأمر بالتوقف وبعضها ظاهر فيه ، وكيف كان أجاب المشهور على ما قيل عنها بما في المتن من حمل أخبار التوقف على زمان الحضور وانفتاح باب العلم بادراك صحبة الإمام (عليهالسلام) ، وأخبار التخيير على زمان الغيبة ، وقيل في سند هذا الجمع وجوه.
الأول : أنّ بعض أخبار التوقف مغيّا بملاقاة الإمام (عليهالسلام) فهو مختص بزمان الحضور ، ويكون هذا قرينة على سائر الأخبار المطلقة في الأمر بالتوقّف بحملها عليه ، فتكون جملتها أخص مطلقا من أخبار التخيير. وفيه : منع القرينية فإنّ المطلق والمقيّد المتوافقين في الاثبات والنفي يعمل بهما ولا يحمل المطلق على المقيّد إلّا مع العلم بوحدة التكليف من الخارج على ما هو مقرّر في محله.
__________________
(١) المستدرك ١٧ : ٣٠٣ / أبواب صفات القاضي ب ٩ ح ٢.
(٢) فرائد الاصول ٤ : ٤٠.
(٣) [يعني به السيد الطباطبائي اليزدي (قدسسره) وهو على خلاف رسم التقريرات ، وكم له نظير في الكتاب].