يكون مبرزا لهذا الاهتمام من المولى ، لانّ هذا هو جوهر المسألة ، وامّا لسان هذا الابراز وصياغته وكون ذلك بصيغة تنزيل الظن منزلة العلم او جعل الحكم المماثل للمؤدّى او جعل الطريقية فلا دخل لذلك في الملاك الحقيقي ، وانما هو مسألة تعبير فحسب ، وكل التعبيرات صحيحة ما دامت وافية بابراز الاهتمام المولوي المذكور ، لانّ هذا هو المنجّز في
__________________
كنت لا تدري ثلاثا صلّيت ام اربعا ولم يذهب وهمك الى شي فسلّم ثم صلّ ركعتين وانت جالس ...» فامرنا بالتسليم وفي بعضها «فيتشهّد ويسلّم» ، فانّ اهتمام الامام عليهالسلام بهذا الحكم وعدم رضاه باجراء الاصول العملية لحذف التشهّد والتسليم جعله يورد بعض الامارات المنبّهة على لزوم الاتيان بالتشهد والتسليم.
(اذن) ليس لك ان تقول «انه لا يجب عليّ الاتيان بالتشهّد والتسليم ، ولا استحقّ على تركهما العقاب لانه يقبح العقاب بلا بيان والامارة ليست بيانا» ، وذلك لأنّ العقل انما يحكم بقبح العقاب عند عدم البيان من الاصل ، وابراز الاهتمام من الشارع المقدّس هو نفسه بيان.
(وبتعبير آخر) ان المجعول في الاحكام الظاهرية ـ ادلّة محرزة كانت ام اصول عملية ـ انما هو التنجيز والتعذير ، ولهذا فالامارات تقوم مقام القطع الطريقي فقط لانّ الدليل على حجيتها هي السيرة العقلائية ـ وليست الادلة اللفظية ـ ولا يستفاد من السيرة العقلائية على حجية الامارات أكثر من قيامها مقام القطع الطريقي(*). (راجع البحوث ج ٤ ص ٨٤).
__________________
(*) ما ذكره السيد الشهيد (قدسسره) هنا هو عين الصواب الّا انا قد ذكرنا في رسالتنا في حجية خبر الثقة ادلة لفظية دالة على حجيّته ، نعم هي في مقام افادة اصل حجية خبره وفي مقام الاهمال من ناحية قيامه مقام القطع الصفتي او لا ، فنرجع بالنتيجة الى ما ذكره السيد المصنف هنا.