جُمْلَةُ الْقَوْلِ (١) فِي صِفَاتِ الذَّاتِ وَصِفَاتِ الْفِعْلِ
إِنَّ كُلَّ شَيْئَيْنِ وَصَفْتَ اللهَ بِهِمَا ، وَكَانَا جَمِيعاً فِي الْوُجُودِ ، فَذلِكَ (٢) صِفَةُ فِعْلٍ ؛ وَتَفْسِيرُ هذِهِ الْجُمْلَةِ (٣) : أَنَّكَ تُثْبِتُ فِي الْوُجُودِ مَا يُرِيدُ وَمَا لَايُرِيدُ (٤) ، وَمَا يَرْضَاهُ وَمَا يَسْخَطُهُ (٥) ، وَمَا يُحِبُّ وَمَا يُبْغِضُ (٦) ، فَلَوْ كَانَتِ (٧) الْإِرَادَةُ مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ مِثْلِ الْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ ، كَانَ مَا لَا يُرِيدُ نَاقِضاً لِتِلْكَ الصِّفَةِ ، وَلَوْ كَانَ مَا يُحِبُّ مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ ، كَانَ مَا يُبْغِضُ نَاقِضاً لِتِلْكَ الصِّفَةِ (٨) ؛ أَلَاتَرى أَنَّا لَانَجِدُ فِي الْوُجُودِ مَا لَايَعْلَمُ وَمَا لَايَقْدِرُ (٩) عَلَيْهِ ، وَكَذلِكَ صِفَاتُ ذَاتِهِ (١٠) الْأَزَلِيِّ لَسْنَا نَصِفُهُ (١١) بِقُدْرَةٍ وَعَجْزٍ ، وَعِلْمٍ وَجَهْلٍ (١٢) ، وَسَفَهٍ وَحِكْمَةٍ وَخَطَاً ، وَعِزٍّ (١٣) وَذِلَّةٍ ، وَيَجُوزُ أَنْ يُقَالَ : يُحِبُّ مَنْ أَطَاعَهُ ، وَيُبْغِضُ مَنْ عَصَاهُ ، وَيُوَالِي مَنْ أَطَاعَهُ ، وَيُعَادِي مَنْ عَصَاهُ ، وَإِنَّهُ (١٤) يَرْضى وَيَسْخَطُ ؛ وَيُقَالُ فِي الدُّعَاءِ : اللهُمَّ ارْضَ عَنِّي ، وَلَا تَسْخَطْ عَلَيَّ ، وَتَوَلَّنِي وَلَا تُعَادِنِي.
__________________
(١) في « ف ، بح » وشرح صدر المتألّهين : « قال أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني : جملة القول » وحكاه السيّد بدر الدين عن بعض النسخ في حاشيته على الكافي. والظاهر أنّ قوله : « جملة القول » وما بعدها من كلام المصنّف ؛ لأنّ الحديث مذكور في التوحيد وليست فيه هذه الجملة وما بعدها. وعند بعض الأفاضل من تتمّة الحديث ؛ لاقتضاء السياق ذلك وعدم الصارف عنه. انظر : التعليقة للداماد ، ص ٢٥٢ ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص ٢٨٠ ؛ شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٣٦٢ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٢٢.
(٢) قوله : « فذلك » خبر « إنّ » والفاء باعتبار اشتمال اسمها على معنى الشرط.
(٣) في « بس » : ـ « الجملة ».
(٤) في « ف ، بس ، بف » : « ما تريد وما لاتريد ».
(٥) « يسخطه » بفتح الياء بقرينة « يرضاه ». وفي « بر » : « مايرضيه وما يسخطه ». وفي « بس ، بف » : « ترضاه » و « تسخطه ».
(٦) في « بس ، بف » : « وما تحبّ وما تبغض ».
(٧) في « بف » : « كان ».
(٨) في حاشية « ف » : + « ولو كان مايرضى من صفات الذات كان ما يسخط ناقضاً لتلك الصفة ».
(٩) في شرح صدر المتألّهين : « ما لا نعلم وما نقدر ».
(١٠) في « ب » : « لذاته ».
(١١) في « ف » : « نتّصفه ».
(١٢) في « ف ، بح » : « وحلم ».
(١٣) في « ب ، ج ، ض ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين : ـ « وعلم ـ إلى ـ وعزٍّ ». وفي شرح المازندراني : « وعزّة ».
(١٤) في « ف » وحاشية « بس ، بف » : « وأن ».