يسأله عن العلم المنقول إلينا عن آبائك واجدادك عليهمالسلام قد اختلف علينا فيه فكيف العمل به على اختلافه أو الرد إليك فيما اختلف فيه فكتب عليهالسلام ما علمتم انه قولنا فالزموه وما لم تعلموا فردّوه إلينا (١).
والمستفاد من هذه الرواية ارجاع الأمور اليهم وعدم الأخذ باحد الطرفين عند المعارضة وهذا الاطلاق قابل لان يقيد بما يدل على الأخذ بالطرف الذي يكون فيه الترجيح.
الطائفة الثانية : ما يدل على التخيير منها ما روى عن الحسن بن الجهم عن الرضاعليهالسلام انه قال قلت للرضا عليهالسلام تجيئنا الأحاديث عنكم مختلفة قال ما جاءك عنه (عنا) فقسه على كتاب الله عزوجل واحاديثنا فان كان يشبهها فهو منّا وإن لم يشبهها فليس منّا قلت يجيئنا الرّجلان وكلاهما ثقة بحديثين مختلفين فلا نعلم ايّهما الحق فقال اذا لم تعلم فموسّع عليك بايّهما أخذت (٢) والمرسل لا اعتبار به ومنها ما رواه الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : اذا سمعت من أصحابك الحديث وكلهم ثقة فموسّع عليك حتى ترى القائم فترده عليه (٣) والمرسل لا اعتبار به مضافا الى أن المستفاد من الحديث حجية قول الثقة ولا يرتبط بما نحن بصدده ومنها مرفوعة العلامة الى زرارة بن أعين قال : سألت الباقر عليهالسلام فقلت جعلت فداك يأتي عنكم الخبران أو الحديثان المتعارضان فبأيّهما آخذ قال عليهالسلام يا زرارة خذ بما اشتهر بين أصحابك ودع الشاذ النادر فقلت يا سيدي أنهما معا مشهوران مرويّان مأثوران عنكم فقال عليهالسلام خذ بقول أعدلهما عندك واوثقهما في نفسك انّهما معا عدلان
__________________
(١) الوسائل الباب ٩ من أبواب صفات القاضي الحديث ٣٦.
(٢) جامع الأحاديث ج ١ ص ٢٦٠ الحديث ٢٠.
(٣) نفس المصدر الحديث ٢١.