بعد الانتهاء من الأخبار المنسوبة إلى بلال الحبشي لا بدّ من دراسة المرويّ عن أبي محذورة بلفظ « التثويب » أو بدونه ، أي مجملاً أو مصرّحاً .
٢ ـ روايات أبي محذورة
اختلفت الروايات عن أبي محذورة ، ففي بعضها توجد كلمة التثويب ، وفي بعضها الآخر لا يوجد إلّا جملة « الصلاة خير من النوم » وهي التثويب اصطلاحاً .
والإمام الشافعي جزم في (الأم) بعدم صحة ما يحكى عن أبي محذورة في التثويب بقوله :
|
... ولا أحب التثويب في الصبح ولا غيرها ، لأن أبا محذورة لم يحك عن النبي أنّه أمر بالتثويب ، فأكره الزيادة في الأذان ، وأكره التثويب بعده (١) . |
هذا هو كلام الإمام الشافعي في الجديد ، لكن المزني حكى عنه كلاما آخر كان قد قاله في القديم إذ إنّه كان يقول بالجواز ثمّ عدل عنه ، فقال المزني :
|
... قد قال في القديم في أذان الصبح التثويب وهو « الصلاة خير من النوم » مرتين ، ورواه عن بلال مؤذن النبي وعن علي . وكرهه في الجديد ، لأنّ أبا محذورة لم يحكه عن النبي . قال
المزني : وقياس قوليه ان الزيادة اولى به في الأخبار كما اُخذ به في |
______________________
(١) الأم ١ : ١٠٤ وانظر : المجموع ٣ : ٩٩ .