خامساً : نحن شككنا في الفصل الثاني من هذا المجلّد في كون هذه الجملة سنَّةً نبوية ، ثمّ توصّلنا إلى أنّها رأي تبنّة مجموعة بعد رسول الله على رأسها عمر بن الخطاب ، ثم نشره بنو أميّة في الزمن المتأخر ، مؤيدين كلامنا بنقل تشكيك بعض القدماء والمعاصرين في كونها سنة لرسول الله صلىاللهعليهوآله .
|
فقد سأل رجل طاووس بن كيسان (ت ١٠٦ هـ) فقال : يا أبا عبد الرحمن ، متى قيل الصلاة خير من النوم ؟ فقال طاووس : أمّا أنّها لم تقل على عهد رسول الله ولكن بلالاً سمعها في زمان أبي بكر بعد وفاة رسول الله يقولها رجل غير مؤذّن فأخذها منه فأذن ، فلم يمكث أبو بكر إلّا قليلاً حتّى إذا كان عمر قال : لو نهينا بلالاً عن هذا الذي أحدث ، وكأنّه نسيه فأذن به الناس حتّى اليوم (١) . |
وفي مصنّف ابن أبي شيبة عن محمّد بن سيرين : ليس من السنّة أن يقول في صلاة الفجر : الصلاة خير من النوم (٢) .
وفي مصنّف عبد الرزاق عن ابن جريج قال : سألت عطاء بن أبي رباح (ت ١١٧ هـ) : متى قيل الصلاة خير من النوم ؟ قال : لا أدري (٣) .
وقال ابن رشد المالكي (ت ٥٩٥ هـ) في كتابه (بداية المجتهد) :
______________________
(١) مصنّف عبد الرزاق ١ : ٤٧٤ ح ١٨٢٧ .
(٢) مصنّف ابن أبي شيبة ١ : ١٨٩ ح ٢١٦٩ .
(٣) مصنّف عبد الرزّاق ١ : ٤٧٤ ح ١٨٢٨ .