وقد يمكن تأييد هذا الاحتمال الثاني بالخبر الذي جئنا به عن المعجم الأوسط للطبراني ، عن بلال وأنّه سمع قول النبي « مرو أبا بكر فليصل بالناس » فذهب واذن وزاد في اذانه « الصلاة خير من النوم » فقال النّبي له : ما هذا الذي زدت في اذانك ، قال : رأيت فيك ثقلة فأحببت أن تنشط ، فقال : اذهب فزده في اذانك ومروا أبا بكر فليصل بالناس .
تأمل في هذا النص لتعرف هدف الوضاعيين وما يريدون قوله في رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأنّ بلالاً الحبشي رأى فيه ثقلة وأحب أن ينشط رسول الله فقال « الصلاة خير من النوم » ، وهذا الكلام من هؤلاء يشبه كلام عمر : « إن الرجل ليهجر » ، وفي نص آخر : « غلبه الوجع » .
وعلى كل حال يمكننا تلخيص الاحتمال الثاني بأن الاتجاه الحاكم يريد أن يُعلم الآخرين بأن الاهتمام بالعبادات أهم من نفس النبي ، فكيف لا يكون أهم مما يستتبعه في الاصول والفروع كولاية علي وفاطمة و ... ، وهو معنى آخر لـ « حسبنا كتاب الله » أو « حسبكم القرآن » حسب تعبير عائشة ، فهم قد ضربوا قدسية النبي ، وبضربهم هذه القدسية ضربوا كل ما يستتبع هذه القدسية ، ولاجل ذلك ترى عمر يقول لمن اخبره بوجود فاطمة الزهراء عليهاالسلام في بيت علي ـ حينما أراد الهجوم على ذلك البيت ـ ، قال عمر : وإن (١) .
______________________
(١) الإمامة والسياسة : ١٩ .