وروى السيوطي عن ابن مردويه ، عن أنس بن مالك وبريدة ، قالا : « قرأ رسول الله هذه الآية ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ ) فقام إليه رجل فقال : أيّ بيوت هذه يا رسول الله ؟ قال : بيوت الأنبياء ، فقام إليه أبو بكر فقال : يا رسول الله هذا البيتِ منها ـ بيت عليّ وفاطمة ـ قال : نعم من أفاضلها » (١) .
وعن أبي جعفر الباقر عليهالسلام أنّه قال : « هي بيوت الأنبياء وبيت عليّ منها » (٢) .
فما يعني أن يأذن الله برفع اسمه في بيت عليّ وفاطمة ، وعلى أيّ شيء يدلّ ذلك ؟ ألا يدلّ هذا على رتبة لعلي وفاطمة هي من جنس رتبة الأنبياء ؟! ثمّ ألا يدلّ هذا على السيادة والإمامة لهم من بعد رسول الله ؟!
ولقائل أن يقول : « إنّ هذه الروايات هي روايات شيعية ؟ »
فنجيبهم : ما تقولون فيما رواه البخاري بإسناده عن أبي بكر وقوله : « ارقبوا محمّداً في أهل بيته » (٣) وعلى أيّ شيء يدلّ هذا الخطاب من أبي بكر للناس ؛ خاصّة إذا ضُمّ إليه ما ورد في أهل البيت عليهمالسلام عن الله ورسوله صلىاللهعليهوآله .
قال ابن حجر : « فالمراقبة للشيء المحافظة عليه ، ومعنى قول الصديق احفظوه فيهم فلا تؤذوهم ولا تسيئوا إليهم » (٤) .
______________________
(١) الدر المنثور ٦ : ٢٠٣ ، تفسير الثعلبي ٧ : ١٠٧ .
(٢) تفسير القمي ٢ : ١٠٤ ، وعنه في بحار الأنوار ٢٣ : ٣٢٧ ح ٦ .
(٣) صحيح البخاري ٣ : ١٣٦١ ، فضائل الصحابة باب مناقب قرابة رسول الله صلىاللهعليهوآله ح ٣٥٠٩ .
(٤) فتح الباري ٧ : ٧٩ باب مناقب قرابة رسول الله صلىاللهعليهوآله .